تطوير عملية التقويم
تعتبر عملية التقويم هي العملية التي تحكم من خلالها على جودة تحقيق أهداف التربية والتعليم في المنظومة التعليمية، وتعتبر هذه العملية من أساسيات التربية والتعليم، ولها الدور الأبرز في عملية الترفيع للطالب من مرحلة دراسية لأخرى، وللحكم على جودة الطالب والمعلم والمدرسة والمجتمع والسياسات التعليمية بشكل متكامل، أي بمعنى آخر تعتبر عملية التقويم هي عملية للحكم على كلٍ من الطالب وما يحيط به من مقومات بشرية وغير بشرية، مادية وغير مادية.
لكل ذلك أولت الدول الكثير من الاهتمام لعميلة التقويم التربوي، وذلك لما أسلفنا من أسباب وأهمية لهذه العملية.
وأنا هنا لست بصدد ذكر تعريفات التقويم وأهميته وأدواته وأنواعه، بل أتحدث عن التقويم بصورته العامة وعن العملية نفسها.
وترتكز عملية التقويم على الاختبارات، حيث تعتبر الاختبارات هي أهم أدوات التقويم المعروفة والمستخدمة على مستوى العالم، بل كانت تعتبر في القديم هي الأداة الوحيدة لتقويم الطالب وأدائه، لذلك أجريت العديد من الدراسات وتحدثت الكثير من المراجع عن الاختبارات وتعريفاتها وأنواعها وطرق إعدادها وتقنينها، وطرق تنفيذ الاختبارات ... إلخ
وتعتبر الاختبارات هي أداة التقويم الأوسع انتشاراً حتى وقتنا الحاضر، لكن بدأت من فترة ليست بالطويلة تتعالى أصوات تربوية تُطالب بأن يتم استخدام أدوات تقويم جديدة، ليست بديلة للاختبارات بل مساعدة لها، وذلك للعديد من الاعتبارات منها:
- الاختبارات لا تقيس جميع مستويات الأهداف.
- الاختبارات لا تقيس مستوى الأداء.
- الاختبارات لا تستطيع قياس الأهداف الوجدانية بشكل مناسب.
- وجود بعض السلوكيات والأهداف التي لا يمكن قياسها باستخدام الاختبارات.
- السلوك العفوي صعب التكرار لذلك يصعب قياسه باستخدام الاختبار.
- تؤكد على مقارنة التلاميذ مع بعضهم، مما يخلق جواً من التناحر بين التلاميذ.
- تجعل العملية التعليمية هدفها الاختبارات فقط.
- اهمال الانشطة التربوية على أهميتها في تنمية شخصية الطالب.
- لا تُعطي التغذية الراجعة.
- تزيد من ظاهرة الغش.
والعديد من الاعتبارات الأخرى والتي يمكن لأي شخص أن يدركها وحده وبكل سهولة.
لكل هذه الاعتبارات وغيرها، فقد تعالت الأصوات بدعم الاختبارات بأساليب تقويم أخرى، لتغطية النقص في الاختبارات.
وقد ظهرت العديد من أدوات التقويم الأخرى والحديثة مثل: تقويم الأداء، سلالم التقدير، الملاحظة، الاستقصاء وحل المشكلات، التقويم الذاتي، مراجعة الذات، التواصل، السجل القصصي، خرائط المفاهيم، ..... إلخ وغيرها من الأساليب الحديثة في التقويم؛ والتي لسنا بصدد ذكر كل منها بالتفصيل، بل نوردها للتمثيل فقط وليس للشرح.
وقد بدأت فعلاً بعض الدول استخدام مثل هذه الاستراتيجيات في عملية التقويم داعمةً للاختبارات، وقد أظهرت نتائجاً طيبةً في استخدامها وجدواها.
غير أن أغلب الدول العربية خاصة فلسطين حتى يومنا هذا لا تستخدم في التقويم سوى الاختبارات، وإنْ استخدمت أدوات أخرى فاستخدامها يكون شكليّاً، أي دون تأثير على درجات الطالب بشكل فعال، لذلك من الممكن إهمال الكثير من الجوانب التي يتقنها الطالب ولا يمكن قياسها باستخدام الاختبارات.
لذلك فنحن بحاجة لثورة تطويرية وتصحيحية في مجال تقويم الطلاب، بحيث يتم استخدام أسلوباً واحداً أو أكثر من الأساليب في عملية تقويم الطالب مع الاختبارات، وذلك للإحاطة بأغلب الأهداف التي تم تحقيقها من قبل الطالب.
ولكم عانى المعلمين كثيراً في عملية تقويم الطالب باستخدام الاختبارات، وذلك من خلال حصول الطالب على درجة غير حقيقية وتقييمات غير صحيحة من خلال الاختبارات.
وبهذا نخلص بوجوب استخدام أدوات تقويم مساندة للاختبارات، وأساليب تقويم متنوعة تتناسب والأهداف التربوية الموضوعة، والمراد تحقيقها، ومن ثم دراسة فعاليتها، وفعالية وأهمية استخدامها.