أهمية البحث العلمي
يلعب البحث العلمي دوراً أساسياً في قيام الحضارات، إن الدول المتقدمة التي حققت تقدماً ملموساً في مجال العلم والتكنولوجيا وتلك التي قطعت شوطاً طويلاً في مجال التقدم والتنمية إنما هي دول آمنت أساساً بالبحث العلمي أسلوباً ووسيلة ومنهاجاً وتمكنت من خلال البحث العلمي من أن تطوع امكاناتها من أجل تحقيق التنمية والتقدم لمجتمعاتها.
إن الاهتمام بالبحث والذي يتجسد في صورة رعاية الطلبة والباحثين والميزانيات المخصصة تعتبر أحد المؤشرات على تقدم المجتمع.
إن البحث العلمي هو الدراسة العلمية المنظمة لظاهرة معينة باستخدام المنهج العلمي للحصول على حقائق يمكن توصيلها والتحقق من صدقها.
والبحث العلمي نشاط أو جهد إنساني مبذول يبدأ بالنظرية العلمية وينتهي إليها ماراً بالمنهج العلمي إما قد يدعم النظرية أو يعدلها.
فالبحث العلمي هو استخدام الأسلوب العلمي في دراسة المجتمع وما ينتج عنه من ظواهر وما يحدث من مشكلات بما يفيد في علاجها والوقاية منها وفي رسم الخطط وسن التشريعات.
إن أبسط تطبيق للتفكير العلمي أو البحث العلمي هو اعتماد التخطيط كمبدأ في مواجهة مشكلاتنا الفردية والاجتماعية.
الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث العلمي
الباحث العلمي يجب أن يتحلى بعدد من الصفات يمكن تحديد بعضها في الآتي:
1. حب الاستطلاع بمعنى الرغبة الذاتية في البحث عن إجابات وتفسيرات مقبولة لتساؤلاته.
2. التفتح العقلي بمعنى تحرر التفكير من الجمود وتقبل آراء الآخرين حتى لو تعارضت مع آرائه الشخصية.
3. حب المعرفة والقراءة فالباحث الجيد هو الذي يحب المعرفة ولذلك فهو كثير الأسئلة وكثير القراءة واستعارة الكتب وزيارة المكتبات وكثير الحضور للندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية.
4. الموضوعية فالباحث لا بد ان يتصف بالحياد العلمي والنزاهة وعدم التمييز وعدم الذاتية أو التأثر بفكر معين عند عرض موضوعه أو إخباره للمصادر العلمية أو عند استخلاص نتائج بحثية بمعنى أن الالتزام بالموضوعية يعني القراءة والتحليل والمحايدة والبعد عن الأهواء الشخصية عند إجراء البحث.
5. الأمانة على الباحث أن يلتزم الأمانة في بحثه من خلال:
- الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصادر العلمية التي يستخدمها في بحثه.
- استعراض كل الآراء العلمية المرتبطة بفكرة البحث وعدم اقتصار الباحث على استعراض نوعية من هذه الآراء التي تدعم وجهة نظره فقط.
- استخدام المعاملات الإحصائية المناسبة لطبيعة البيانات في البحث واستخدام برامج الحاسب الآلي المناسبة لطبيعة البيانات في البحث واستخدام برامج الحاسب الآلي بطريقة تؤدي الى استخراج نتائج صادقة أما قيام الباحث بعكس ذلك حتى يحصل على النتائج التي يرغب فيها أو التي تتفق مع تحليله النظري فهذه عدم امانة علمية.
6. التشكك العلمي: يجب على الباحث العلمي عدم قبول شيء إلا بعد التساؤل عن مدى صحة ومعرفة الأدلة المدعمة له لتقدير مدى كفاية تلك الأدلة فالباحث العلمي مشارك في بناء صرح المعرفة العلمية وهو يستشعر المسؤولية المهنية ليس فقط نوعية مساهمته هو بل عن نوعية مساهمة غيره ممن سبقوه.
7. الدقة: يجب على الباحث التزام الدقة والوضوح وعدم الإهمال والتشويه أو الحذف في تنفيذ جميع مراحل البحث وعدم القفز الى نتائج او أحكام تفتقد الى الأدلة الكافية والمرتبطة بالمشكلة موضوع البحث.
8. الصبر هو التروي والجلد والتأني أما التسرع والاندفاع والجزع فهي العكس تماماً.
9. التواضع: على الباحث ان يكون متواضعاً بصفة عامة مع الآخرين مثل مشرف البحث، أخصائي المكتبة، المبعوثين، المسؤوليات كدعامة أساسية لإظهار احترامهم وتقديرهم وهذا بدوره يؤدي الى رغبتهم وحرصهم على مساعدة الباحث أن يراعي التواضع في الكتابة وتحاشي الغرور والتعالي.
أخلاقيات الباحث العلمي
1. الأخلاق: أخلاق وقيم الإنسان والفضائل الإنسانية التي يجب أن يتحلى بها.
2. القيم: المبادئ والمقاييس التي نعتبرها هامة لنا ولغيرنا ومن أمثلة هذه القيم الصدق، الأمانة، العدالة، العفة، العطاء.
ونحن نبني قيمنا من خبراتنا وتجاربنا ومن انتمائنا للمجتمع الذي نعيش فيه ومن الثقافة التي تسود حياتنا كما نستخدم هذه القيم من الأسرة والأبوين والأقارب والأصدقاء والمعلمين والمربين ووسائل الإعلام.
وتعكس القيم أهدافنا واهتماماتنا وحاجاتنا والنظام الاجتماعي والثقافة التي تنشأ بما تتضمنه من نواحي دينية واقتصادية وعلمية.
أخلاقيات وقيم البحث العلمي:
1. احترام قيمة وكرامة المبحوثين.
2. احترام ثقافة وديانة المبحوثين وعدم جرح شعورهم.
3. ضرورة الحصول على الموافقات من الجهات الرسمية ومن الجهات المسؤولة وذلك قبل جمع البيانات من المبحوثين.
4. الحفاظ على خصوصية حياة المبحوثين.
5. الحق في ان يبقى المبحوث مجهول.
6. الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات التي تم الحصول عليها.
7. استخدام المعلومات والبيانات التي تم الحصول عليها في اغراض البحث العلمي.
8. تجنب حدوث أي ضرر للمبحوثين نتيجة اشتراكهم في البحث أو إدلائهم بآرائهم في استمارات البحث.
9. ضرورة الحصول على موافقة المبحوثين للاشتراك في البحث.
10. احترام رغبة أي مبحوث بعدم الاستمرار في الدراسة في أي وقت.
11. ضرورة احترام حق المبحوثين في الاطلاع على نتائج البحث بعد انتهائه.
12. يفضل ان يحقق البحث بعد اكتماله فائدة مباشرة او غير مباشرة للمبحوثين فالبحث العلمي يكون وسيلة لخدمة المجتمع والمساهمة في حل مشكلاته.
مهارات البحث العلمي:
على الباحث اكتساب العديد من المهارات التي تجعله قادراً على إجراء أو تنفيذ البحث الذي يقوم به بكفاءة وفاعلية عالية والمهارة بصفة عامة هي:
1. مهارة الملاحظة.
2. مهارة القراءة الهادفة سواء السريعة أو المتعمقة والقراءة الرأسية أو الأفقية.
3. مهارة الكتابة العلمية التي تتصف بالموضوعية والدقة والأمانة والأصالة والوضوح والبساطة.
4. مهارة الوصف الكمي والكيفي والتحليل والنقد والتفسير واستخلاص النتائج بشكل منطقي وعلمي سليم.
5. مهارات الاتصال الفعال مع المشرف ومع المبحوثين والمسؤولين عن المكتبات ومراكز البحوث والدراسات والمعلومات.
6. مهارة الاتصال للآخرين بما يعطي لهم حق الحديث والكلام بحرية وهذا يسهم بدوره في تحقيق الفهم الجيد لهم وجمع البيانات المطلوبة.
7. مهارة الإقناع عند التعامل مع الآخرين وخاصة إقناع المبحوثين بأهمية بحثه وحثهم على التعاون معه من خلال عقده المقابلات وملئ الاستمارات.
8. مهارة استخدام علم الإحصاء حيث لا بد للباحث ان يكون قادراً على استخدام مبادئ وأسس الإحصاء والتحليل الإحصائي للبيانات وعمل الجداول وعرض البيانات بالطرق المناسبة.
وفي المجتمع تزايد الاهتمام بالبحث العلمي وتزايد استخدام الأسلوب العلمي في تحديد مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية والتربوية.
إن كل طالب في مؤسساتنا التربوية مطالباً باستخدام كفايات البحث العلمي وأصبحت مادة البحث العلمي متطلباً أساسياً لطلاب الجامعات.