الطبلة:
الطبلة آلة موسيقية إيقاعية، تعتبر من الآلات الموسيقيه القديمة جداً ، تصنف من ضمن الآلات الإيقاعية التي عرفت قبل الميلاد ، فكانت تستخدم قديماً في أماكن الهياكل الدينية وهي عبارة عن اسطوانة من الفخار أو المعدن، متسعة من أحد الأطراف وضيقة من الوسط، مشدود عليها رق من الجلد أو البلاستيك اما الطبلات الحديثة فيصنع جسمها من الالومينيوم ووجهها من البلاستيك الشفّاف يثبت بواسطة اطار معدني يسمح بشدّه (دوزانه) وتغييره ويتم العزف عليها يا اما باليد او بالعصيان و احيانا بالقدم.
والطبلة تسمى أيضا “دربكة” ويسميها البعض “حُق” والنوع الأكبر حجماً تسمى “الدُهُلة.وتعتبر الطبلة واسعة الانتشار في الموسيقى الفولكلورية وموسيقى البوب وخاصةً في موسيقى الرقص الشرقي، وتستعمل الى حد ما في الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الطرب.
تاريخ الطبلة
يعتبر الطبل آلة قديمة فهو معروف منذ عام 6000 قبل الميلاد, وكان للطبل أو بعض أنواعه منزلة كبرى عند قدماء السومريين والبابليين في بيوت الحكمة وفي الهياكل الدينية. وكان صوت الطبل الكبير بالاق يعني دعوة الآلهة لأن يفرض هيبته على سكان الأرض لكي يسمعوا صوته ويخشعوا لسماعه; لأنه الملهم لسائر أعمال الخير والمبرات. وكانوا يخصصون للطبل الكبير المقدس الذي لا يفارق الهيكل حارساً برتبة كاهن عظيم, حتى أن لقب حارس الطبل المقدس كان يعتبر من أهم الألقاب.
أما اسم الطبل العادي فهو في اللغة السومرية القديمة أب بضم الهمزة وفي اللغة الأكادية السامية أوبو أو أبو وإذا أضيفت للاسم لفظة تور وتعني في اللغة السومرية صغير وأصبحت كلمة أوب تور أي الطبل الصغير أو الدربكة وكثيرا ما كان يضاف إلى اسم كلمة سو السومرية التي تعني جلد هذا إذا دخل الجلد إلى صناعة الطبل والبالاق طبل كبير مشدود عليه جلد من الجهتين ضيق الخصر.
كان الطبل قديما يحمل على الكتف بواسطة حزام من الجلد, وكان لهذا الطبل الكبير أهمية كبرى في موسيقى الهيكل وفي الموسيقى المدنية والعسكرية على السواء.
وكان يصنع أحياناً من خشب الأرز الثمين تقديراً لقيمته. ومن أنواع الآلات الإيقاعية أيضا طبل مصنوع من النحاس يسمى في اللغة السومرية القديمة دوب, وقد تسربت هذه الكلمة مع الزمن إلى مختلف الأمم فقلبها الهنود إلى دودي أو بدبديكا. وفي القوقاس طبل يدعى دوبدبي حتى في اللغة الهنغارية الحديثة يسمى الطبل دوب.
ومما تجدر ملاحظته أن كلمتي بالاق ودوب كانتا تستعملان بمعنى رمزي مطلق, فتعنيان الندب والصوت الحزين مما يدل على الصلة الوثيقة بين الفن الموسيقي والشعور الإنساني منذ أقدم العصور.
أما أكبر الطبول القديمة فهو ما كان يسميه السومريون آلا وقد يصل قطره أحيانا إلى مترين وكان يعلق بعامود أو يوضع على منصة ويقرع باليدين أو بالعصا وأحياناً يحمله رجل مختص بينما يحمله رجلان واحد من كل جهة ويرافقهما عازف البوق أو الناي.
ومن أهم أنواع الطبول طبل يسمى ليليس وهو طبل يشد عليه جلد ثور من جهة واحدة, وقد وصفت اللوحات التي وجدت في وركاء آريك في العراق طريقة صنع هذا الطبل البرونزي وتغطيته بجلد الثور, ويشترطون في هذا الثور أن يكون لا عيب فيه ولم يعلق نير على رقبته. وفي مراسم ذبحه أن تقام الصلوات ويرش بالماء المقدس, وهنا يشترك الكهنة في وضع صور الآلهة ضمن الطبل ثم يحرق قلب الثور ويجفف جلده وينشر على الهيكل البرونزي للطبل ويعالج الجلد بالدقيق الناعم والخمر والدهن والطيب. وبعد أسبوعين يعاد الاحتفال ويقرع الطبل للمرة الأولى في هيكل الآلهة العظام لكي يرفع إليهم أصوات الناس ضمن صوته العظيم ويثير في هؤلاء الشعور بالارتفاع نحو السمو والأعالي.
و في أغلب مناطق أفريقيا نجد أن الطبل يشكل الأداة الموسيقية الأكثر أهمية وانتشاراً ويستخدم في كافة الطقوس, كما يستخدم لإرسال الإشارات لمسافات بعيدة يستخدم الطبل الآن في فرق الآلات النحاسية ويلعب دوراً أساسياً فيها.