▪نبذة عامة
تعتبر قصة قيس ولبني واحدة من قصص العشاق القديمة والتي لم تحظ بنفس الحظ الذي حصلت عليه باقي القصص في ذلك العهد ك قيس وليلي ، عنترةوعبلة، جميل وبثينة والتي قد نالت من الشهرة الحظ الأكبر.
كلنا نعلم بوجود قيس عاشق ليلي وقد سبق وكتب عنه بمقال خاص يتحدث عن القصة بالتفصيل بعنوان قيس وليلي والان سوف نتحدث عن وجود قيس آخر و هو قيس بن ذريح الذي عشق لبنى وترعرع في زمن معاوية.
فمن هو قيس بن ذريح ؟وما هي قصته؟ هذه المعلومات وغيرها سنتعرف عليها في هذا المقال،قراءة ممتعة نتمناها لكم .
▪قيس بن ذريح
قيس هو اخ سيدنا الحسين بن على في الرضاعة، والذي لقب بمجنون لبنى وهو في الواقع لم يصاب بالجنون ولكن مجازياً و لشدة حبه وهيامه بها ، اما لبنى فهي زوجته.
" لبني بنت الحباب الكعبية الخزاعية."
▪أحداث القصة
بدأت قصة حب قيس ولبني عندما مر قيس بخيمتهم في يوم شديد الحر فاستسقى وطلب الماء فأتت له به، ولما رأها امرأه شديدة الجمال وقع في حبها وأصبح في قلبه جزء لها، وعندما هم بالانصراف اتى والدها فاقسم عليه ان يمكث عندهم و أن يضيفه حتي أخر اليوم .
ليعود قيس الي قريته بجسده فقط ، ولكن قلبه أصبح في مكان أخر فقط استولت لبنى عليه.
كما و ظل يكتم حبه لها حتي فاض به الهيام فلم يتمكن من اخفاء مشاعره اكثر فاصبح يكتب فيها الشعر .
ثم أطلق لقلبه وللسانه العنان، وفي يوم ما مر بخيمتها مره أخري ، فرأها ، فقرر اخبارها بمشاعره اتجاهها وتعلق قلبه بها.
فتفاجأ عندما وجد انها تكن له نفس المشاعر، فلم يتزعزع من العودة الى والده واخباره انه يريد ان يتزوجها ، لكن والده لم يقبل وقد رفض هذا الزواج .
ليطلب منه ان يتزوج احدي بنات العائلة كبنات اعمامه ولكن قيس رفض.
ليذهب الى والدته ويخبرها عن لبني ولكنها للأسف لم توافقه الرأي .. بل لاقي طلبه بالرفض الشديد ودعمت رأي والده بأن يتزوج من بنات عمومته .
فذهب قيس الي سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه و أخبره عن حاله، ففرج عنه سيدنا الحسين وقال له انا اقف معك في هذا الامر، فذهب به الى والد لبنى فاذا بوالدها قام يرحب بابن بنت رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال سيدنا الحسين لوالد لبنى انه اتى ليخطب ابنته لبنى لاخيه فى الرضاعة قيس بن زريح ، فوافق والدها ولم يرفض طلب لابن بنت رسول الله صل الله عليه وسلم.
ولكن طلب منهم ان يجعلوا والد قيس يوافق على هذا الزواج.
فذهب سيدنا الحسين رضي الله عنه مع قيس الى والده فوافق على زواج ابنه.
كما وقد كان قيس شديد البر بوالديه،و بعد زواجه بلبنى شعرت والدته ان لبني سوف تأخذه منها ،لكنها لم تفعل شئ .
وفي احد الايام مرض قيس مرضا شديدا ثم شفي منه ، لتقول امه لابيه ما رأيك ان نجعل قيس يتزوج وينجب فامرأته ليست بولود وانك رجل غنى وقيس وريثك.
فقام والد قيس الى ابنه وعزم عليه ان يتزوج لينجب حتي يأتى من يرثه و لا توزع ثروتهم من بعده.
فرفض قيس رفضا شديدا.
قال له والده اذن طلقها وتزوج غيرها ان لم ترد الجمع فرفض أيضا، فطلب منه ان يتسري بالاماء، فرفض ايضا.
عندما رأى قيس اصرار والده طلب منه ان يتزوج هو وينجب ابناء غيره فرفض الرجل ليخبره انه كبير بالسن هربا من الموقف.
فلما رفض قيس اقسم والده ان لا تظله شئ عن الشمس حتى يرجع ابنه عن قراره، فظل عام كامل يقف في الشمس ويقف قيس بجواره يظله بملابسه فاذا غابت الشمس عاد كل منهم الى بيته.
فيعود قيس الى لبنى باقي اليوم ويبكى هو وهى على حالهم فتطلب منه لبني الا يتركها ويرضخ لطلب والده، ومكثوا على حالهم 12 عام مع جفاء والديه له.
ولكن للأسف بعد فترة رضخ قيس لطلب والده ، وطلق لبنى .
حيث مرض مرضا شديدا واخذ يسير في الارض حبا ويقول فيها شعرا.
وعندما قاربت علي انتهاء عدتها وجهزت للرحيل قام قيس بربط فسطاتها، ففكت الجاريه الوثاق وقالت له أخبر لبنى اولا ، فلما ذهب اليها منعه اهلها عنها وقالوا له غدا ترحل الينا، فوقع قيس فاقدا وعيه.
وبعد مرور فتره من الزمن اشارت قبيلة قيس على والده ان يجعله يسافر في البلاد لعله يري امرأة جميله فيعجب بها.
وبالفعل فعل قيس ما طلب منه وفي احد اسفاره لاقاه رجل وعرض عليه ان يزوجه ابنته فرفض قيس لكن الرجل اصر فتزوجها قيس.
كان لا يكلمها ولا يجلس معها ولم يجتمع بها وبعد عدة شهور طلب منهم ان يعود الى أهله فاذن له والد زوجته.
عندما علمت لبنى بزواجه تزوجت بغيره، فجن جنون قيس وذاد به الولع فمرض مرضا شديدا،
فاحضر والده الطبيب الذي نصحه ان يذكر عيوب ومساوئ لبنى كى ينساها ويتخطي هذه المرحلة
فانشد فيها ،
إِذا عِـبـتُـها شَـبَّـهتُها الـبَـدرَ طـالِـعاً وَحَـسبُكِ مِـن عَـيبٍ لَـها شَبَهُ البَدرِ
لَقَد فُضِّلَت لُبنى عَلى الناسِ مِثلَ ما عَـلى أَلـفِ شَـهرٍ فُضِّلَت لَيلَةُ القَدرِ
وشاء القدر ان يبيع قيس ناقة له فاشتراها منه زوج لبني وكان كلاهما لا يعرف الاخر، فقال له زوجها تعال معى الى داري اكرمك واعطيك ثمن ناقتك.
وعند انتهائه من الطعام و أحضرت له الجاريه الماء رأته لبنى فقالت للجاريه اذهبي اليه فاسأليه ما بالك قد أصبحت اشعث اغبر هكذا، فقال لها قيس،
هذا لاني فارقت حبيبتى.
لتطلب منه الجاريه ان يحكى لها قصته كما وكانت لبنى تستمع، فلما انتهى كشفت لبني عن الستار بينهما فلما رأها صعق ولم يتكلم ثم اخذ يبكى بكاء شديدا وخرج من بيتهم ولم يأخذ ثمن ناقته.
فتعجب زوج لبنى منه فقالت له لبني ويحك ألم تعلم أن هذا قيس بن زريح، فظن زوج لبنى انها تكرهه، فذهب اليه وقال له تعال نخير لبنى بيننا فان اختارتك طلقتها، وبالفعل خيرها زوجها بينهم فاختارت قيس.
فطلقها زوجها وكانت هذه اسعد لحظه في حياة قيس وليلي.
ثم انشد وتغني يمدح زوج لبنى ويقول:
جزى الرحمن أفضل ما يجازى على الاحسان خيراً من صديق
فقد جربت إخواني جميعاً فما ألفيت كابن أبي عتيق
سعى في جمع شملي بعد صدع ورأى حدت فيه عن الطريق
وأطفأ لوعة كانت بقلبي أغصتني حرارتها بريقي
كما وقد اختلفت الروايات في عودة لبنى الي قيس فمنهم من قال انها عادت لعصمته ومكثا معا الى ان ماتا، ومنهم من قال ان لبنى ماتت في عدتها فمرض بعدها قيس مرضا لم يشفي منه ثم مات.
▪من أشعار قيس ل لبني
بِــتُّ وَالـهَـمُّ يــا لُـبَينى ضَـجيعي وَجَـرَت مُـذ نَـأَيتِ عَـنّي دُمـوعَي
وَتَــنَـفَّـسـتُ إِذ ذَكَـــرتُــكِ حَــتّــى زالَتِ اليَومَ عَن فُؤادي ضُلوعي
أَتَـنـاسـاكِ كَـــي يُــريـغَ فُـــؤادي زُمَّ يَــشـتَـدُّ عِــنـدَ ذاكَ وَلَــوعـي
يــا لُـبَـينى فَـدَتـكِ نَـفسي وَأَهـلي هَـل لِـدَهرٍ مَـضى لَنا مِن رِجوعِ
ومن اشعاره في لبنى بعد موتها:
ماتت لبني فموتها موتي هل ينفعن حسرة على الفوات
إني سأبكي بكاء مكتئب قضى حياة وجداً على ميت