من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد المؤمن من الله فهو من أحب الأعمال إلى الله وقد حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لما يعود على صاحبه بالنفع والبركة والخير، وقد كان الرسول يقيم كل ليلة عن طريق الصلاة وذكر الله والتسبيح والحمد وقراءة القرآن الكريم، فقيام الليل لا يقتصر على الصلاة فقط، وسنعرض في هذا المقال الطريقة الصحيحة لقيام الليل بالإضافة إلى فضله.
طريقة صلاة قيام الليل
- يُمكن البدء بقيام الليل بعد الانتهاء من صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، ولكن أفضل وقت لقيام الليل هو في الثلث الأخير من الليل.
- تُصلّى صلاة قيام الليل بنفس الطريقة التي تصلى بها صلاة الفجر، حيث يصلي المصلي ركعتين.
- ثم يقرأ التشهد و الصلاة الإبراهيميّة و يسلم عن اليمين و الشمال.
- ثم يكمل باقي ركعات صلاة قيام الليل مثنى مثنى، مع التسليم بين كل ركعتين منها.
- وعلى المسلم أن يجتهد في ترتيل القراءة، ويوتر بواحدة وليس هناك شيء محدود، فيقرأ ما تيسر: من أول القرآن، من أوسط القرآن، من آخره، أو ينظم ختمه؛ يبدأ من أول القرآن إلى أن يختم ثم يعود، وهذا كله طيب، ليس في هذا حد محدود.
- لكن السنة أن يرتل كما قال الله جل وعلا: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، وكان النبي ﷺ يقرأ قراءة واضحة يرتلها حتى يستفيد من يسمعها.
- ويُستحب له السؤال عند آية الرحمة، والتعوذ عند آية الوعيد، والتسبيح عند آية التسبيح في تهجده؛ كما كان النبي ﷺ يفعل.
وقت قيام الليل
يمتدُّ وقت صلاة قيام الليل من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، أي أنّها تبدأ بعد أداء صلاة العشاء وسنة العشاء الرابتة إلى أن يطلع الفجر، وهذا الوقت كلّه وقت تهجد ووقت صلاة قيام الليل، وأفضل أوقات صلاة قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل، وإن صُلّيت صلاة الوتر في أول الليل أو في أوسطه فلا بأس في ذلك، وقد فعلها الرسول -عليه الصلاة والسلام-، إذ أوتر أول الليل، وأوتر في أوسطه، وأوتر في آخر الليل، حتى استقرّ وتره في وقت السحر، ويجوز أن تُؤدى صلاة قيام الليل جماعة، علمًا ان صلاة الوتر أقلّها ركعة واحدةن ولا يوجد حد لأكثرها.[١٢]
فضل قيام الليل صلاة
قيام الليل من الصلوات التي لها فضلٌ كبير وأجرٌ عظيم، لذلك على كل مسلمٍ أن يحرص عليها، وأن يُؤدّيها دائمًا لينال رضى الله تعالى، وليحصل على فضائلها الكثيرة التي ذُكرت في القرآن الكريم والسنّة، ومن فضل صلاة قيام الليل ما يأتي:
- مَدح الله -سبحانه وتعالى- لمن يقومون الليل ويحرصون على صلاة قيام الليل: من أهم فضائل صلاة قيام الليل أنّ القائم المصلي يدخل في زمرة من مدحهم الله؛ لأنّه بهذا يجمع بين القربات المفروضة وبين القربات المتعدّية التي تّعدّ من النوافل.
- علامة من علامات التقوى: تُعدّ صلاة قيام الليل من علامات المتّقين، لأنّها تحتاج إلى مجاهدة النفس، فهي من أشق العبادات على النفس لأنها تكون في وقت الراحة، وتحتاج إلى تدريب وتعويد، ولا يقدر عليها إلا المتقين.
- تَميّز من يقومون الليل وعدم مساواتهم مع الآخرين: من فضل صلاة قيام الليل أنّها تجعل صاحبها في مكانة متفرّدة لا يستوي مع من قضى وقته في ضياع الوقت واللهو، إذْ يقول الله تعالى: "أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ".
- أفضلية صلاة قيام الليل على صلاة النهار: يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"
- سببٌ من أسباب دخول الجنة: صلاة قيام الليل من الأسباب التي توصل صاحبها إلى الجنة، ففي حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"[٥]
- شرفٌ للمؤمن: من يحرص على صلاة قيام الليل فإنّ الله تعالى يزيد من رفعته وقدره وشرفه، ويُعلي منزلته عنده.
- سببٌ لاستجابة الدعاء: يُوافق وقت صلاة قيام الليل في الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا ويستجيب فيه الدعاء.
- وصف من يقيم الليل بأحسن الوصوف: وصف الرسول -عليه الصلاة والسلام- من يقيم الليل بأنه نعم الرجل، ففي حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: "نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من الليل".
- سببٌ من أسباب رحمة الله تعالى: يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "رحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ امرأته"
نصائح تُساعد على قيام الليل
- الامتناع التام عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، إذ إنها تُبعده عن الله تعالى وتُغرقه بالهموم والحرمان والشقاء في الدنيا والآخرة، فمن لم يستطع قيام الليل يجب عليه البحث عن ما يقوم به في نهاره من الأعمال التي تغضب ربه ويبتعد عنها نهائيًا.
- عدم تناول كميات كبيرة من الطعام خلال اليوم خصوصًا قبل النوم، إذ إن هذا سيؤدي إلى التكاسل والشعور بالثقل والتعب.
- التوجه لله بالدعاء لتثبيته على عبادته وتوفيقه لقيام الليل.
- أخذ قسط من الراحة خلال النهار وبالأخص القيلولة بعد صلاة الظهر، فهي تساعد على التمكن من القيام قبل الفجر لأداء صلاة قيام الليل، ومن الأفضل النوم باكرًا أي بعد صلاة العشاء مباشرةً.
- الإكثار من ذكر الله تُبعد الشيطان عنه وتجعله ينشط بأداء العبادات المختلفة ومنها قيام الليل الذي يحتاج لقوة وعزيمة وإرادة.