الذهب في الحلم
لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه وتأويله حزن وغرم مال، والسوار منه إذا لبسه ميراث يقع فمن رأى أنه لبس شيئاً من الذهب فإنه يصاهر قوماً أكفاء، ومن أصاب سبيكة ذهب، ذهب منه مال أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب، أو غضب سلطان وغرمه، فإن رأى أنه يذيب الذهب، خاصم في أم مكروه ووقع في ألسنة الناس، ومن رأى أن بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق، ومن رأى عليه قلادة ذهب أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة، ومن رأى أن عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه.
والفضة خير من الذهب، ولا خير في السوار والدملج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت كأني في يدي سوراين من ذهب فنفختهما فسقطا فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء".
من رأى أن عليه خلخالاً من ذهب أو فضة، أصابه خوف أو حبس وقيد ويقال خلاخيل الرجال قيودها، وليس يصلح للرجال شيء من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط، والحلي كله للنساء زينة، وربما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة والذهب إذا لم يكن مصوغاً فهو غرم، وإذا كان مصوغاً فهو أضعف في الشر، لدخول اسم آخر عليه.
وقيل ان حلي النساء يدل للنساء على أولادهن، فذهبه ذكورهن وفضته اناثهن، وقد يدل الذكر منه على الذكور والمؤنث منه على الإناث.
الفضة مال مجموع والنقرة منه جارية حسناء بيضاء ذات جمال لأن الفضة جوهر النساء فمن رأى أنه استخرج فضة نقرة من معدنها فإنه يمكر بامرأة جميلة فإن كانت كبيرة أصاب كنزاً فإن رأى أنه يذيب فضة فإنه يخاصم امرأته ويقع في ألسن الناس، أما الدنانير فإن الدينار الأحمر العتيق الجيد دين حنيفي خالص والدينار الواحد ولد حسن الوجه والدنانير كنز وحكمة أو ولاية واداء شهادة، فمن رأى أنه ضيع ديناراً مات ولده أو ضيع صلاة فريضة والدنانير الكثيرة إذا دفعت اليك أمانات وصلوات. من رأى أنه ينقل إلى منزله أو قار دنانير فهو مال ينقل اليه لقوله تعالى (فالحاملات وقرا) فإن رأى أن في يده ديناراً فإنه قد ائتمن إنساناً على شيء فخانه، والبهرج دين فيه خلاف والمطلية قلة دين وكذب وزور وقيل إن ابن سيرين كان يقول الدنانير كتب تجئ أو صكاك يأخذها وإن كانت الدنانير خمسة فهي الصلوات الخمس وربما كان الدينار الواحد المفرد ولداً وجميع لباس الحلي محمود للنساء وهو لهن زينة وأمور جميلة، وربما دل على ما تفتخر به النساء وربما دل على أولادهن المذكر منه ذكر والمؤنث منه أنثى وجميعه للرجال مذموم مكروه إلا مالا ينكر لباسه عليهم.
الدراهم
الدراهم غش وكذب وخلاف وخيانة في المعيشة واجتراء على الكبائر والتي لا نقش فيها، كلام ليس فيه ورع، والتي نقشها صور بدعة في الدين وفسق والمقطعة خصومة لا تنقطع، وقيل بل ينقطع فيها المقال وأخذها خير من دفعها؛ لأن دفعها هم، فإن سرق درهما وتصدق به فإنه يروى مالاً يسمعه، فإن رأى معه عشرة دراهم فصارت خمسة نقص في ماله، فإن رأى خمسة صارت عشرة تضاعف ماله، وقال بعضهم الدراهم في الرؤيا دليل شر، وقيل الدراهم تدل على كلام متواتر في الأشياء الجليلة.
قيل الدراهم كلام وخصومة إذا كانت بارزة، فإن أعطى دراهم في صرة أو كيس استودع سراً، وربما كان الدرهم الواحد ولداً والفلوس كلام ردئ وصخب، والدراهم الجياد كلام حسن والدراهم الرديئة كلام سوء، وقيل أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: "رأيت كأن في كمي دينارين فسقطا، فكنت أطلبهما فقال انظر قد فقدت من كتبك شيئا، قال فنظرت فإذا قد فقدت حجتين"، وقيل أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين ديناراً معدودة فضيعتها كلها فلم أجد منها إلا أربعة، فقال: أنت تصلي وحدك وتضيع الجماعات"، ومن رأى كأنه أصاب طستا من ذهب أو إبريقاً أو كوزاً له عروة، فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق.
وقال بعضهم أن من رأى كأنه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنه يرتكب الآثام، وما روي من ذلك للموتى فهو بشارة لقوله تعالى: "يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب".
الكنز
يدل على حمل المرأة، لأن الذهب غلمان والفضة جوار، وربما دل على مال بكثرة أو علم للعالم ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل، وقد قيل إن الكنز يدل على الاستشهاد، والكنوز أعمال ينالها الانسان في بلاد كثيرة، وقال بعضهم من رأى كأنه وجد كنزاً فيه مال فيدل على شدة.
وقيل ان امرأة رأت بنتاً لها ميتة، فقالت لها يا بنية أي الأعمال وجدت خيراً، فقالت عليك بالجوز فاقسميه بين المساكين، فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: "لتخرج هذه المرأة الكنز الذي عندها فلتتصدق به فقالت المرأة استغفر الله إن عندي كنزاً دفنته من أيام الطاعون".
ورأى رجل ثلاث ليال متواليات كأنه أتاه آت فقال له اذهب الى البصرة فإن لك بها كنزاً فاحمله، فلم يلتفت الى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة، فعزم على الذهاب الى البصرة وجمع امتعته، فلما أن وردها جعل يطوف في نواحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شيء، فأيس ولام نفسه على ما تجشم، فدخل يوماً خربة فرأى بيتاً مظلماً ففتشه فوجد فيه دفتراً فأخرجه ونظر فيه فلم يعلم منه شيئاً، وقد كان مكتوباً بالعبرانية، ولم يجد أحداً بالبصرة يقرؤه، فانطلق به إلى شاب في بغداد، فلما نظر فيه الشاب طلب منه أن يبيعه اياه فأبى وقال ترجمه لي بالعبرانية لأدفعه من بعد اليك، فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير.