حرب أكتوبر
شهد الصراع بين الدول العربية والكيان الصهيوني العديد من الحروب، وكان لكل منها ظروفها الخاصة، ونتائجها على الوضع السياسي، والعسكري إقليمياً ودولياً، ومن هذه الحروب حرب أكتوبر 1973 التي كانت الحرب الرابعة في هذا السياق.
وقد شارك في هذه الحرب مصر وسوريا بجانب العديد من الدول العربية التي قامت بالدعم العسكري والاستراتيجي، اضافة إلى الاتحاد السوفييتي الذي أمد كلاً من مصر وسوريا بالسلاح في فترة الحرب، وعلى الجانب الآخر قامت الولايات المتحدة بدعم الكيان الصهيوني بالسلاح والتدخل السياسي.
ادت نتائج تلك الحرب الى تحرير جزء كبير من أراضي شبه جزيرة سيناء بعد توقيع مصر اتفاقية سلام مع الجانب الاسرائيلي، وبعض المناطق من هضبة الجولان المحتل نتيجة توقيع هدنة لازالت سارية المفعول حتى وقتنا هذا بين إسرائيل وسوريا.
ما قبل الحرب
بعد احتلال كل من شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان في عام 1967، وامتناع الاحتلال عن الانسحاب من هذه الأراضي تطبيقا لقرار مجلس الأمن، قامت كل من مصر وسوريا في عام 1968 بتجديد القتال على خط المواجهة فيما عرف بحرب الاستنزاف، وعلى الرغم من اقتراح أكثر من خطة للتسوية السلمية من قبل الولايات المتحدة، إلا أن أياً منها لم يتمخض عنه نتائج واضحة، الأمر الذي دفع الرئيسان المصري أنور السادات، والسوري حافظ الأسد إلى اللجوء لعقد خطة حرب لاسترداد الأراضي المحتلة.
الحرب
بدأت الحرب في نفس الوقت على كل من الجبهتين السورية والمصرية في يوم السادس من أكتوبر، فعلى الجبهة المصرية نجحت القوات المصرية في اجتياز التحصينات المقامة على طول قناة السويس والتي عرفت بخط بارليف، وذلك في غضون ست ساعات فقط من بداية المعركة، بينما هاجمت القوات السورية قواعد القوات المعادية في هضبة الجولان وحققت تقدماً في مناطق جبل الشيخ، ومدينة القنيطرة السورية، الأمر الذي أربك القوات الصهيونية ولكنهم استطاعوا القيام بهجوم مضاد في الأيام التالية ركزوا فيه على الجبهة السورية و ذلك لقربها الجغرافي وأهميتها الاستراتيجية.
تدخلت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بإمداد الجبهات المتحاربة بالسلاح، ومع تطور الأحداث بسبب الدعم العربي الاستراتيجي قامت الولايات المتحدة باللجوء الى مجلس الأمن وإصدار قرار بوقف الأعمال الحربية من يوم الثاني والعشرين من أكتوبر 1973، وهو الذي التزمت به مصر فقط، بينما تجدد القتال على الجبهة السورية في عام 1974 واستمر اثنان وثمانون يوماً إلى أن توقف في نهاية مايو.
الدعم العربي
كان للدعم العربي العسكري والاقتصادي أثر كبير على مجرى الحرب، حيث ان منع تصدير النفط إلى الولايات المتحدة في التاسع عشر من أكتوبر ادى إلى ظهور أزمة طاقة أدت إلى التسريع بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف القتال، بالإضافة الى المساعدات العسكرية من دول كالأردن، والعراق، والجزائر، والكويت، وتونس، وليبيا، والسودان، والمغرب، والمملكة العربية السعودية.