ان الشخص الذي يسمح للقلق بدخول حياته وتهديدها، وكأنه بذلك يضع السم لنفسه في الطعام، فالقلق والنجاح لا يجتمعان معا، وحتى تستطيع صعود سلم النجاح يجب عليك ابعاد القلق عن حياتك وذلك لتستمتع بحياة مليئة بالراحة النفسية، وبعيدة عن التوتر، واليوم سنتعرف طريقة القضاء على القلق والتخلص منه.
ما المقصود بالقلق
المادة المعجمية لكلمة (قَلقَ) في معجم المعاني: الاضْطرَاب، الانْزعَاج، عَدَم الاسْتقْرَار النَفْسي، إحساسٌ بالضيق والحرج، وقد يصاحبه بعض الألم.
مفهوم وتعريف ومعنى (القلق) عند علماء النفس: هو عبارة عن حالة نفسية داخل الفرد يكون فيها الشخص في صراع مستمرٍ بينه وبين أفكاره الموجودة في اللاوعي، فتظهر هذه الحالة في سلوكيات نفسية وجسمية غير محددة وغير معروفة من انفعالات وتوتر وعدم تركيز.
أعراض القلق
- العصبية والتوتر.
- تشتت الانتباه.
- الصداع الدائم.
- فقد التركيز.
- شرود الذهن.
- ضيق النفس.
- الأرق وعدم القدرة على النوم.
أضرار القلق
اهدار لطاقتنا الداخلية واستخدامها في أفكار سلبية لا فائدة ولا جدوى منها، فعند شعورك بالقلق فان الأفكار تأخذك إلى مكان بعيد وقد ينشغل عقلك بها لساعات طويلة، فتجلس وتعض على أصابعك من كثرة الاندفاع، فأفكارك السلبية تأخذك إلى عالم مليء بالمشاكل والأحداث السيئة، وفي النهاية تنظر حولك لتجد نفسك ما زلت تجلس في مكانك ولم تحصل على أي فائدة من هذا التفكير، بل ويؤثر على سلوكياتك وتصرفاتك فتنعكس الطاقة الإيجابية إلى سلبية وتصاب بالإحباط والاكتئاب.
ما هي اسباب القلق
نحن نعلم جميعا ما هي اسباب القلق ونعلم أضراره وسلبياته، ولكننا ما زلنا نقلق، وهل يلدغ المؤمن من الجحر مرتين؟ يعود هذا السبب لأفكار خاطئة شائعة سنتعرف عليها هنا:
- من الخطأ ان نفكر بأن القلق قد يساعدك في إيجاد حلول للأشياء التي تقلقك، وهذا الخطأ يقع بها الكثير لعدم معرفة الفرق بين التفكير والقلق، فالتفكير هو حالة من التمعن الواعي لإيجاد حلول سريعة لمشكلة ما، أما (القلق) فهو حالة تلازم الشخص بالتفكير في العقل اللاوعي في لا شيء، فالعقل اللاواعي لا يفكر، ولا يحكم إن كانت المعلومات صحيحة أم خاطئة، معقولة أم خرافية، حقيقة أم كاذبة، إنه فقط يخزن كالخادم الأمين.
- الشعور بالقلق قد يوهمك بأنك شخص مسؤول، وذلك لأنك تشغل أفكارك بشيء، بالرغم من أنك لا تتحمل المسؤولية بشكل فعلي، فهو مجرد شعور في باطنك، أو هو انشغال عقلك بمسؤولية، أما في الحقيقة فأنت لا تتحمل المسؤولية ولا تفكر بطريقة منطقية ولا تجد حلول للمشاكل والازمات التي تواجهك، وكل ما تفعله هو فقط هدر لطاقتك وتراكم للمشاكل.
- الأفكار الخاطئة التي يفكر فيها الفرد بأنه إذا توقع السوء، وشعر بالسوء ناحية هذا الشيء فانه لن يتفاجأ من النتائج مهما كانت سيئة، فهو قد افترض الأكثر سوءاً.
- الشعور بأن القلق من المستقبل يجعلك تستقبله بخبرةٍ واستعداد أكبر، لكنه سيزيد العبء على النفس لا أكثر، فهو تفكير خاطئ لأنه يرهق الجهاز العصبي.
أنواع الشخصيات وارتباطها بالقلق
- الشخصية الخجولة: هي شخصية انطوائية منعزلة عن الناس، غالبا تكون قليلة الثقة بالنفس، وهذه الشخصية أكثر ما يقلقها هو طريقة تعاملها مع الناس، وعن رأي الناس بشخصيتها، فلا يغيب عن تفكيرها قلقها من كيف تذهب إلى اجتماع معين؟ وتعرف ما هو الحوار الذي قد يحدث بينهم؟ هل شخصيتها ستعجب الناس أم لا؟
- الشخصية المحبة للكمال: هي شخصية يلازمها القلق، مهما كان فيها من مميزات فهي شخصية لها معايير عالية في طموحتها، فلا تقبل بالقليل، ولا تتمتع بالقناعة.
- الشخصية الوسواسية: هي شخصية يلازمها القلق من خوفها لفقد شيء من ممتلكاتها، ويسيطر على هذه الشخصية التفكير بالكوارث وتوقع السوء.
من الضروري معرفة شخصيتك إلى أي نوع تنتمي، وذلك لتتفادى المخاوف التي تقلقك وتخفض من نسبة قلقك عند معرفتك أن هناك أفراد آخرين من أقران شخصيتك لهم نفس المخاوف.
طريقة علاج ودواء القلق
يتم القضاء على القلق باستخدام طريقتين:
- العلاج ودواء بالأدوية
هي أدوية مضادة للاكتئاب، باعتبار أن القلق والاكتئاب متلازمان، يلجأ لها المريض عند وجود مضاعفات للقلق.
- العلاج ودواء المعرفي
يعتبر العلاج ودواء المعرفي انجح وأفضل من العلاج ودواء بالأدوية، لأنه يقوم بدراسة شخصية الفرد والتعرف على خبايا ومحاولة مساعدة هذا الفرد، والانتهاء والتخلص من القلق بشكل دائم وبطريقة صحيحة لا يوجد لها أي جوانب سلبية.
الحلول للقضاء على القلق بالعلاج والدواء المعرفي
- التعرف على السبب الرئيسي الذي يقلقك، والبدء في وضع الحلول والفرضيات على أن تكون هذه الحلول واقعية، وعليك الشروع بحل هذه المشكلات حتى لا تتراكم وتعود للقلق مرة أخرى، وإذا لم تستطع حل المشكلة وحدك فلا تكابر، واذهب لصاحب خبرة فانه سوف يقوم بمساعدتك، ويخلصكَ من مشكلتك بأسرع وقت، وهذه أحسن وأفضل طريقة لاختفاء المشكلة التي تقلقك وتعكر صفوك من حياتك.
- ممارسة أنشطة ومهارات جديدة، أو الاستمتاع بممارسة هوايتك المفضلة، أو الذهاب إلى مقابلة شخص عزيز عليك، من خلال هذا تستطيع الابتعاد عن ارهاق وتعب الحياة، فمتاعب الحياة لا تنتهي لذلك عليك أن تخلق السعادة لنفسك حتى في أكثر الأوقات صعوبة، فالحياة بسيطة وزائلة، فلا تقضيها بالتفكير بمستقبل لا يعلمه الا الله.
- قم بكتابة ما يجول في عقلك من أفكار على ورقة، للتعبير عما يخطر في بالك، وهذا يقلل من التوتر والقلق، بالإضافة للتفريغ النفسي.
- التعايش مع الواقع، أي الرضا بقضاء الله وقدره، وهذا الرضا لا يعني أن تترك المشاكل وعيوب دون حلول بل يجب وضع الحلول ولكن دون تعقيد للأمور، والرضا يكون من خلال الشعور بحكمة الله عز وجل، والشعور بأن ما يأتي من الله دائما هو خير.
- احسان الظن بالله، فالله سبحانه وتعالى يقول "أَنَا عنْدَ ظَن عَبْدي بي"، فإذا كان ظنك بالله حسن فإنك ستجد ما وعدك الله به، من استجابة لما تريد وستجد ما تمنيت، أما إذا كان تفكيرك سلبي فان الأمور ستكون كما أردتها أنت في تفكيرك الباطني، لذلك اجعل دائماً تفكيرك إيجابي وأخلص في حسن ظنك بالله سبحانه فهو بيده الخير وبيده الشر، وأنت بيدك حسن ظنك بالله الذي لا يتخلى عن عباده، فليس لنا سواه نترك جميع همومنا وأمانينا بين رحمته التي وسعت كل شيء، فإذا تعسر عليك الحال، فهو قريب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، كل ما عليك فعله هو إخلاص النية، وثقتك بالله سبحانه وتعالى أنه سيدبر كل خير لك، فدائماً اجعل هذا الدعاء على لسانك (اللهم قدر لي الخير وارضني به) فهو الذي يعلم الخير، فقد تظن أن هذا الأمر ليس خيرا لي؛ لكن تأتي الأيام لتخبرك ان ما أراده الله هو احسن وأفضل بكثير مما ظننت أنه الافضل لك، فليس عليك الا التوكل على الله.
ان التفكير الإيجابي من خلال الأشياء الحسنة التي حدثت معك، وتذكر المواقف الجميلة والأشياء التي تستمتع عند قيامك بها، كل هذه الأشياء تجعلك تبتعد عن القلق بشكل نهائي فعندها ستشعر بنعيم الحياة الذي لا يعكره التفكير السلبي والقلق المستمر.