الأمراض النفسية
هو اضطراب في الشخصية ناجم عن مؤثرات محيطة بالشخص تؤدي إلى حدوث خلل في السلوك، ولا يعتبر المرض النفسي خللاً في النمو العقلي الطبيعي للإنسان بل هو شعور بالضيق والانزعاج حيال الأمور المحيطة بحياة الفرد بسبب التعرض لصدمات ومشاكل في الحياة أدت إلى وصول الفرد إلى المرض النفسي.
هناك الكثير من التعريفات للمرض النفسي ويمكن القول إنه عند الإصابة بالمرض النفسي يصبح الشخص غير قادر على التكيف مع مشاكل الحياة المختلفة كما يجب ويعود هذا إلى التفاعلات الكيميائية في خلايا الدماغ.
هناك فرق بين المرض النفسي والعقلي فالمرض العقلي ينتج عن إصابة الجهاز العصبي المركزي بالتلف أو الضمور ويسبب خللاً شاملا في شخصية الفرد ومن الصعب أن يندمج الشخص المريض عقلياً بالمجتمع وقد يتعذر علاجه في الكثير من الحالات، بينما المرض النفسي يمكن علاجه حتى لو طالت المدة اللازمة لذلك.
• أسباب الأمراض النفسية
- التعرض لصدمات شديدة في الحياة مثل موت شخص عزيز أو فقدان هدف أو خيبة أمل أو الانفصال عن الشريك.
- وجود عامل وراثي جيني ووجود أشخاص في التاريخ العائلي مصابين بالأمراض النفسية.
- تغير كيميائية الدماغ وقلة إنتاج هرمونات السعادة مثل الأكسايتوسين والدوبامين وغيرها.
- كثرة التعرض للملوثات الكيميائية والسموم.
- . العزلة والانفراد.
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية أو الإدمان على المواد المخدرة.
- الإصابة بأمراض عضوية تؤثر على الدماغ.
- الحمل والنفاس بالنسبة للمرأة.
- كثرة المشاكل الأسرية وتفكك الأسرة وانفصال الأم والأب الذي ينتج عنه الكثير من الضياع.
- الحرمان من النوم لعدة أيام متتالية.
- مرور المرأة بمرحلة انقطاع دورة الحيض (سن اليأس).
- العيش في بيئة مليئة بالضغوطات الكثيرة والتوتر الكبير ومعايشة أحداث مؤلمة مثل الحروب والكوارث المختلفة مثل الزلازل والفيضانات.
- التعرض للعنف المجتمعي أو الأسري أو التعرض لبعض الأحداث مثل الاغتصاب أو الاختطاف.
• أنواع الأمراض النفسية
هناك العديد من أنواع الأمراض النفسية التي قد يجهلها البعض بالرغم من أن بعضها قد بات متعارف عليه بشكل جيد فهذا النوع من الأمراض يعرف بأنه عبارة عن حالة يمر بها المريض بمجموعة من الاضطرابات النفسية الداخلية التي تؤثر على ردود أفعاله مع المحيط الذي يعيش فيه وفي كثير من الأحيان يكون لهذه الاضطرابات أثر سلبي على حياة المريض نفسه.
المريض النفسي قد يجتمع فيه عدد من السلوكيات غير الطبيعية حيث يكون مخالفاً لظروف الحياة المحيطة به ولا يستطيع التكيف معها ويجب أن يتم علاج مثل هذه الحالات إن استمرت ملازمةً للشخص لمدة ثلاثة أشهر فأكثر.
- القلق النفسي
القلق مصاحب للإنسان في كل مراحل حياته فهو دائماً يقلق بشأن بعض الأمور التي يريدها أو بشأن الأشخاص الذي يحبهم وهذا النوع من القلق هو قلق طبيعي، حيث أنه يكون نابع عن سبب معين ولأسباب حقيقية تستدعي القلق، ولكن القلق الذي يمكن أن يقال عليه القلق النفسي، هو الذي يشعر به الشخص بطريقة دائمة وأصبحت ملازمة له في كل أموره الحياتية وتحدث دون سبب حقيقي أو مقنع لدرجة إعاقة مجرى حياته الطبيعية وتأثيرها عليها بالسلب، حيث تسبب له حالة القلق النفسي تعكير لصفو الحياة.
كلما زاد حده القلق انقلب ضده وهذا هو الحال بالنسبة للقلق فهناك حتماً فرق كبير بين القلق الطبيعي والقلق النفسي فالقلق النفسي هو اضطراب ناتج عن تحول القلق الطبيعي، بطريقة تدريجية إلى حدوث مراحل متطورة من القلق الذي يجعل الإنسان في حالة رعب وخوف شديدين وحالة من الاهتزاز بدون فائدة وفي هذه الحالة نكون بصدد وجود حالة القلق النفسي.
أعراض القلق النفسي ليست متشابهة فهي تختلف من حالة لأخرى من حيث شدة الأعراض ومن حيث نوعية هذه الأعراض وتشمل أعراض القلق النفسي الإحساس بغصة في الحلق وعدم وجود التركيز وفقدانه والتوتر الدائم والعصبية والصداع الشديد والمستمر والارتباك وصعوبة في النوم سواء من حيث الأرق أو كثرة النوم.
- الوسواس القهري
الاضطراب الوسواس القهري: هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety) تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهرية.
الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون أحياناً واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية ويحاولون تجاهلها أو تغيرها.
لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر وفي المحصلة فإن التصرفات القهرية هي بالنسبة إليهم إلزامية للتخفيف من الضائقة.
وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري في أحيان متقاربة في موضوع معين كالخوف من عدوى الجراثيم مثلاً.
فبعض المصابين باضطراب الوسواس القهري ولكي يشعروا بأنهم آمنون يقوموا مثلاً بغسل أيديهم بشكل قهري إلى درجة أنهم يسببون الجروح والندوب الجلدية لأنفسهم.
وعلى الرغم من المحاولات والجهود المبذولة إلا أن الأفكار المزعجة الوسواسية القهرية تتكرر وتواصل التسبب بالضيق والانزعاج وقد يؤدي الأمر إلى تصرفات تأخذ طابع المراسم والطقوس تمثل حلقة قاسية ومؤلمة تميز اضطراب الوسواس القهري.
- الهستيريا
من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا وتناولتها الكثير من الدراسات منذ القدم حيث يوجد الكثير من الأعراض التي ترتبط بالإصابة فيه والتي تستدعي علاجاً نفسياً سريعاً حتى لا تتطور.
وجد هناك نوعان رئيسيان هما الفصامية التي يواجه المصاب فيها العديد من الصعوبات المتعلقة بالوعي والذاكرة والإدراك لكل الأشياء التي تحيط به وتدور حوله أما النوع الآخر منها، هو التحولية وهي النوع الأكثر انتشارا حيث تكون الأعراض تتركز بشعور المريض بأعراض جسدية وعضوية لا يوجد لها أي سبب طبي واضح.
الشخصية الهستيرية لها أعراض أو علامات تظهر على الشخص المصاب بها وأهمها الاهتمام الشديد بالذات والحب الكبير للنفس وحب الظهور وكثرة المباهاة وفقدان المصاب لوظيفته واستقراره النفسي وظهور بعض الأعراض العضوية مثل احمرار العينين وسيلان اللعاب وتشنجات في الجسم والضغط على الأسنان وغيرها.
- الاكتئاب
مرض يصيب النفس والجسم ويؤثر الاكتئاب على طريقة التفكير والتصرف ومن شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية.
عادة لا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب الاستمرار بممارسة حياتهم اليومية كالمعتاد إذ أن الاكتئاب يسبب لهم شعوراً بانعدام أي رغبة في الحياة.
المصابين بمرض الاكتئاب يتعرضون لفترة واحدة من الاكتئاب فقط لكن لدى غالبية المرضى تتكرر أعراض الاكتئاب وتستمر مدى الحياة عن طريق التشخيص والعلاج السليم يمكن التقليل من أعراض الاكتئاب حتى لو كانت أعراض الاكتئاب حادة.
ومن أعراض الاكتئاب:
فقدان الرغبة في ممارسة الفعاليات اليومية الاعتيادية والإحساس بالعصبية والكآبة ونوبات من البكاء بدون أي سبب ظاهر واضطرابات في النوم وصعوبات في التركيز وصعوبات في اتخاذ القرارات وزيادة أو نقصان الوزن بدون قصد وأفكار انتحارية أو محاولات للانتحار.
أعراض الاكتئاب مختلفة ومتنوعة لأن الاكتئاب يظهر بأشكال مختلفة عند مختلف الأشخاص وقد تظهر أعراض الاكتئاب لدى شخص عمره 25 سنة مصاب بمرض الاكتئاب تختلف عن تلك التي تظهر عند شخص عمره 70 سنة.
بعض المصابين بمرض الاكتئاب تظهر لديهم أعراض حادة جداً إلى درجة واضحة تشير بأن شيئاً ما ليس على ما يرام.
- البارانويا
هو نوع من المرض النفسي الذي يعني إصابة الفرد بالهذيان ومصطلح البارانويا هو مصطلحاً يرجع في الأساس أصله إلى الإغريق، حيث يلقى الفرد المصاب بهذا المرض غالباً اللوم على غيره وذلك في أثناء مروره بأي مشاكل، حيث أنه من ضمن أعراضه أن يرى الفرد المريض أن المحيطون به دائماً ما يتأمرون عليه وأنهم يكرهونه وفي بعض الأحيان قد يراهم الفرد المصاب الشعور بالسعادة العالية ولكنه سرعان ما يخرج من ذلك الإحساس ويشعر أنه يواجه كابوساً مزعجاً.