يعتبر القرآن الكريم : هو الكتاب الديني الذي أنزله الله تبارك وتعالى على نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بلسان جبريل عليه السلام، وهو الحبل الوحيد الذي يربط بين العبد وربه، فعندما يقرأ العبد كتاب الله يعلم الأوامر الصحيحة فى الإسلام ونواهيه، كما يعرف الكثير عن قصص الأنبياء والأقوام السابقة وكيف كان جزاء من آمن به ومن كفر منهم وعبد الأصنام . إذا أراد العبد أن يحدثه الله فليقرأ القرآن، وإن أراد أن يتحدث معه فليصلى ويدعو بكل ما فى قلبه فلا تصلح الصلاة بدون قراءة القرآن. أوصانا رسولنا الكريم بتدبر القرآن الكريم عند الإستماع والتمسك بأحكامه.
آداب قراءة القرآن الكريم
- يجب على القارئ الإخلاص عند قراءة القرآن بدون رياء أو نفاق .
- مراعاة الأدب مع القرآن، فينبغي أن يستحضرَ في نفسه أنه يناجي الله – تعالى.
- يقرأ على حال مَن يرى اللهَ – سبحانه – فإنه إن لم يكن يراه، فإن الله -تعالى- يراه.
- ينبغي إذا أراد القراءة أن ينظِّف فاه بالسواك وغيره،
- يستحبُّ أن يقرأ وهو على طهارةٍ، فإن قرأ مُحدِثًا جاز، ولا يقال ارتكب مكروهًا، بل هو تارك للأفضل
- يستحبُّ أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار؛ ولهذا استحبَّ جماعة من العلماء القراءة في المسجد؛ لكونه جامعًا للنظافة وشرف البقعة، ومحصلاً لفضيلة أخرى وهي الاعتكاف، فإنه يفضل لكل جالسٍ في المسجد الاعتكاف، سواء أكثر في جلوسه أو أقل، كما يفضل أيضا عند دخوله المسجد أن ينوي الاعتكاف، وهذا أدبٌ ينبغي أن يُعتنَى به، ويشاع ذكره، ويعرفه الصغار والعوام؛ فإنه مما يُغفَلُ عنه.
- يستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبلَ القبلة، ويجلس متخشعًا بسكينة ووقار، مطرقًا رأسه، ويكون جلوسُه وحدَه في تحسين أدبه وخضوعه كجلوسه بين يدي معلِّمه، فهذا هو الأكمل، ولو قرأ قائمًا، أو مضطجعًا، أو في فراشه، أو على غير ذلك من الأحوال جاز، وله أجر، ولكن دون الأول.
- فإن أراد الشروع في القراءة استعاذ، فقال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أو يزيد: من همزه ونفخه ونفثه.
- ينبغي أن يحافظ على قراءة “بسم الله الرحمن الرحيم” في أول كل سورة، سوى سورة براءة؛ فإن أكثر العلماء قالوا: إنها آية حيث كتبت في المصحف.
- فإذا شرع في القراءة، فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر، وأشهر وأظهر من أن تُذكَر، فهو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب
استحباب ترديد الآية للتدبر:
- ينبغي أن يرتل قراءته ؛ قال -تعالى-: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]؛ لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام، وأشد تأثيرًا في القلب، وقد نُهِي عن الإفراط في الإسراع، وهو الذي يسمَّى بالهذرمة.
- يستحبُّ إذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذَ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية، أو أسألك المعافاة من كل مكروه، وإذا مرَّ بآية تنزيه لله -تعالى- نزَّه، فقال: سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أو جلت عظمة ربنا.
- إحترام القرآن وتعظيمه وتوقيره، والحذر من أمور قد يتساهلُ فيها بعض الغافلين، وخصوصًا إذا كانوا مجتمعين، فمن ذلك:
- يجب إجتناب الضحك، واللغط، والمِزاح.
- يجب ترك الحديث أثناء قراءة القرآن واستماعه، إلا كلامًا يضطر إليه.
- عدم العبث باليد وغيرها؛ فإنك تناجي ربك – تبارك وتعالى – فلا تعبث بين يديه.
- الإبتعاد عن النظر إلى ما يلهي ويبدِّد الذهن.
- عدم النظر إلى المحرمات أثناء قراءة القرآن.
- على الحاضرين مجلس القراءة إذا رأوا شيئًا من هذه المنكرات المذكورة أو غيرها أن ينهوا عنه حسب الإمكان، باليد لمن قدر، وباللسان لمن عجز عن اليد،
- يستحبُّ إذا قرأ سورة أن يقرأ بعدها التي تليها، وإذا بدأ من وسط سورة، أو وقف على غير آخرِها أن يراعي إرتباط الكلام، ولا يتقيَّد بالأعشار والأجزاء؛ فإنها قد تكون في وسط الكلام المرتبط.
- قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب؛ لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة، فتجتمع القراءة والنظر.
- عدم قطع القراءة بالحديث مع الناس إلا لضرورة؛ كردِّ السلام، ونحو ذلك، فإذا كان يقرأ ماشيًا فمرَّ على قوم يستحب أن يقطع القراءة ويسلم عليهم، ثم يرجع إلى القراءة ويعيد التعوذ – كما سيأتي – إن شاء الله.
- الإيمان بأنه كلام الله – تعالى – وتنزيله، لا يماثله شيء من كلام الخلق.
- تعظيمه وتلاوته حقَّ تلاوته وتحسينها والخشوع عندها.
- عدم ترقيق الصوت بالقراءة كترقيقِ النساء أصواتهن.
- لا يقرأ القرآن بألحان مثل ألحان الغناء .
- يستحب أ يكون القارئ حسن الهيئة مستقبلاً للقبلة.
فضائل قراءة القرآن الكريم
يوجد الكثير من الفضائل التى تخص كتاب الله، منها:
- تزيد من اليقين بقدرة الله تبارك وتعالى.
- قراءة كتاب الله تزيد من طمأنينة القلب، وتشرح الصدر.
- تزيل الكثير من الهموم والأحزان فى الدنيا.
- تجعل المسلم أكثر معرفة فى كل أمور الدنيا مفرقاً بين الحلال والحرام.
- يحمي المسلم من مرض القلب والإنشغال بالفتن والإغواء.
- تعزز من ثقة المسلم بنفسه.
- تجعل الإنسان أكثر تعقلاً فى أمور حياته العادية.
- كل آية يقرأها المسلم يحسب له عشر أمثالها من الحسنات والله يضاعف لمن يشاء.
- لا يعذب من قرأ القرآن وعمل به.
- يصبح من أهل الله وخاصته ويكرمه الله يوم القيامة.
- يأتى القرآن شفيعاً له يوم القيامة.
أدعية مستحبة عند ختم القرآن الكريم
- اللهم إجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده.
- اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسننا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
- اللهم إجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحِّصاً، وعن النيران مخلِّصاً.
- اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر .
- اللهم قد ختمنا كتابك، ولُذْنا بجنابك، فلا تطردنا عن بابك، فإن طردتنا فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك.
- اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والأخرة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الأخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيراً.
- اللهم أنقلنا بالقرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن النار إلى الجنة، ومن الضلالة إلى الهداية، ومن الذل إلى العز، يا ذا الجلال والإكرام ، ومن أنواع الشرور كلها إلى أنواع الخير كلها يا حي يا قيوم.
- اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
- اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيّامي يوم ألقاك فيه، اللهمّ إنّي أسألك عيشةً هنيّةً، وميتة سويّة، ومراداً غير مخزٍ ولا فاضح، اللهمّ إنّي أسألك خير المسألة وخير الدعاء، وخير النّجاح، وخير العلم، وخير العمل، وخير الثّواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبّتني وثقّل موازيني، وحقّق أمانيي، وارفع درجاتي، وتقبّل صلاتي، واغفر لي خطيئاتي، وأسألك العلا من الجنة.
- اللهم إجعلنا ممن قاده القرآن إلى الجنان، ولا تجعلنا ممن أعرض عنه القرآن فزُجَّ في قفاه في النار، يا واحد يا قهار.
- اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وزدنا به من النعم، يا ذا الجلال والإكرام.