تعد عملية القلب المفتوح من العمليات التي تحتاج إلى دقّة عالية وإلى جرّاح خبير وذو كفاءة عالية إذ تُعّد من أخطر العمليات وأصعبها وتحتاج إلى وقت وجهد ، كما يحتاج المريض بعدها إلى فترة نقاهة لكي يبدأ باسترداد صحته وعافيته ، يقرّر الطبيب إجراء عملية القلب المفتوح عند نفاذ البدائل التي قد تساعد المريض كالأدوية وغيرها من الوسائل ، حيث يقوم بمناقشة موضوع العملية مع مريضه بصراحة تامة ويبين له مدى صعوبتها ودقتها وأعراضها في المرحلة المتقدمة والتوكل على الله بالنهاية .
فرصة نجاح العملية
- يرتبط نجاح العملية بعمر الإنسان وبنية جسده إذا كانت قويّة أم لا ،وهناك حالات استثنائية قد لا يكون للعمر حكماً فيها فكثير من الكبار في العمر والّذين تجاوزوا السبعين من عمرهم وخضعوا لعملية قلب مفتوح ونجحت العملية وما زالوا إلى الآن يتمتعوا بكامل صحتهم وعافيتهم ، وهنالك أشخاص صغيرين في العمر وخضعوا لهذه العملية ولم تنجح ، إذن نستنتج مما سبق أن نتائج العملية أولاً وآخراً هو تقدير من الله تعالى ، وثانيا اختيار الجراح الكفؤ ضمن كادر طبي ماهر ، وهنالك ما هي اسباب عرضيّة قد تؤثر أحيانا في نجاح عملية القلب المفتوح كارتفاع سكر الدم وارتفاع ضغط الدم ويعتبر ارتفاع سكر الدم هو الأخطر لئنه قد يعيق التئام الجرح وشفاؤه وقد يتعرض لالتهابات عدة وربّما يتضاعف الأمر لحدوث نزيف .
- كما أن من الأمور المهمة التي تعتبر اكبر مساعد لنجاع العملية هي إرادة المريض القويّة واستيعابه لفكرة العملية وتحمل نتائجها بإرادةٍ من حديد هذه الأمور تساعد المريض بالشفاء العاجل واسترداد صحته بوقتٍ أسرع ، فهنالك البعض من المرضى يعتقدون أنّ عملية القلب المفتوح هي نهاية الدنيا وأنّها ستؤثر سلباً على صحة الإنسان وحياته وممارسة أعماله اليومية ، بالرغم من أنّ هنالك الكثير ممن أجروا العملية يمارسون حياتهم بشكل طبيعي واحسن وأفضل من السابق بكثير .
يقرر الطبيب المختص بإجراء عملية القلب المفتوح لعدّة أسباب :
- فتح أحد الشرايين المسدودة أو استبدالها بشرايين جديدة تؤخذ من الفخد ويتم قص الشرايين المسدودة وتجاوزها بشرايين جديدة ، أو توسيع بعض الشرايين المغلقة إن أمكن ذلك والتي تعد من الشرايين الإكليلية التي تعمل على تروية القلب بالدم .
- إصلاح قنوات التروية داخل عضلات القلب ، ومعالجة الشرايين المتمددة لتفادي خطر انفجارها .
- استبدال أحد الصمامات التي لا تقوم بعملها بأكمل وجه .
- زراعة قلب سليم من أحد المتبرعين واستبداله بالقلب القديم .
- وضع جهاز صغير يعمل على التحكم بضربات القلب وتنظيمها .
طريقة التحضير للعملية
- يتم تجهيز المريض مسبقاً للعملية بمبيته قبل ثلاثة أيام من العملية لمتابعة ضغطه وختيار الوقت الملائم والمناسب لإجراء العملية حيث يتم إعطاء المريض علبة تحتوي على محلول ليغتسل به يعمل على قتل الجراثيم والميكروبات ، ومن ثم يقوم الممرض بحلاقة الشعر من منطقة الصدر ويقوم بإعطاء المريض بعض الأدوية عن طريق الوريد حتى يتم إدخاله إلى غرفة العمليات وتخديره تخديراً كاملاً لإجراء العملية ، يتم وصل بعض الأنابيب بمناطق معينة بجسم الإنسان تعطي إنذارات وتنبيهات تبين صحة المريض ، يتم شق الصدر إلى نصفين في عظام القص ويتم تثبيت مكان الجرح بملاقط طبيّة معينة لتسهل على الطبيب إجراء العملية .
- وبعد الانتهاء من العملية يوضع المريض في وحدة العناية المركزة حتى يفيق من المخدر ويبدأ بالتحرك ، يتم إعطاء المريض تدريجياً بعضا من السوائل ويتم مساعدته من قبل الممرضين للتمشي قليلاً ولاسترجاع صحته تدريجياً ، وينصح بعدم زيارة المريض بالأسبوع الأول من إجراء العملية حيث يكون جسم المريض حساس لأي نوع من الجراثيم والميكروبات التي قد تسبب له عدوى وحدوث بعض المضاعفات للجرح قدى يؤثر على عمليته .
- يحتاج المريض لفترة نقاهة لاسترداد عافيته وصحته كما أنه قد تصيب المريض بعد المضاعفات التي قد تحدث بعد العملية كالاكتئاب والحزن والنظرة التشاؤمية ، والعصبية الزائدة وعدم الرغبة في الأكل والشعور بطعم مرّ أثناء تناول الطعام والقلق في الليل وعدم الرغبة في النوم واحتباس البول وجميع هذه الأعراض تعد طبيعية وتبدأ بالزوال تدريجياً ويرجع المريض إلى كامل صحته ويبدأ يتعافى بشكل ملحوظ بعد الثلاثة شهور الأولى من إجراء العملية وبعد الستة شهور يستطيع الشخص ممارسة حياته بشكل طبيعي دون أي معوقات وقد يشعر بتحسن كبير ملحوظ .