تحدث أفلاطون عن أطلنتس التي يعتقد البعض أنها خيالية أنها المدينة الفاضلة التي يتمنى كل إنسان العيش فيها وهو ما جعل العلماء يقومون بالبحث عنها وما إذا كانت حقيقة أم أسطورة؟ وبقيت أطلنتس لغز محير على مدى العصور، لكن ماذا قال أفلاطون؟ وما الذي توصل إليه الباحثون، سنتعرف الى كل ذلك في السطور التالية
من هو أفلاطون؟
أفلاطون هو فيلسوف يوناني عاش في الفترة [427 ق.م – 347ق.م] قام بوضع أسس علم الفلسفة الغربية والعلوم، واشتهر بحبه للكتابة وهو ما ظهر في محاوراته التي تتعدى 30 حوار سميت محاورات سقراطيه نسبة إلى معلمه وأستاذه سقراط، وفي محاورتين من هذه المحاورات، تحت عنوان تيمايوس يدور فيها الحوار بين سقراط وتلميذه فيثاغورس وكريتياس، وذلك في عام 360 ق.م ذكر سقراط أطلنتس المدينة الفاضلة، وقام بوصفها وتحديدها.
أطلنتس: "مدينة الكنوز والعجائب"
قال أفلاطون أن جده طولون كان قد حدثه عن رحلته إلى مصر، والتي قابل فيها كهنة المعابد وأثناء اللقاء طال حديثهم عن القارة الأطلسية التي حكمت العالم في يوم من الأيام، وصف أفلاطون أطلنتس بأن ظهرت قبل 9000 سنة ق. م، ومساحتها أكبر من مساحة أسيا وليبيا معا، تقع بمحاذاة البحر الأبيض والمتوسط في واجهة دعائم هرقل المعروفة بـ "مضيق جبل طارق"، كانت مدينة تمتلئ بالكنوز لها أعمدة مبنية من النحاس ولها حضارة عريقة لذلك سميت المدينة الفاضلة فكل ما تتمناه العين تجده فيها. وامتاز سكانها بالقوة كما أنهم كانوا على معرفة بالملاحة البحرية وكان لديهم أسطول بحري ضخم لكنهم كانوا عديمي الأخلاق، بطشوا في البر والبحر حتى أنهم هجموا على مدينة أثينا ولكنهم فشلوا، وغرقت اطلنتس بسبب كارثة طبيعية أدت إلى غرقها بالكامل في لحظة واحدة، حتى اختفت تمامًا في قاع البحر، ولم يبقى منها الا بقعة طينية ضحلة واستحال العثور عليها.
رأي الباحثون حول وجود أطلنتس
يعتقد بعض العلماء والباحثون أن مدينة أطلنتس هي أسطورة إغريقية تخيلها أفلاطون وجعلها كحل مناسب لجميع الأمنيات التي كان يتمنى وجودها على الأرض، ولا يوجد في العصور القديمة أية محاولات للبحث عن هذه المدينة، ولم تظهر حولها تلك الضجة الإعلامية إلا مؤخرًا مما يعني أنها غير موجودة أصلًا، وهذا هو الجانب المشكك في وجود أطلنتس. وبالمقابل يعتقد البعض أن أطلنتس مدينة حقيقة وليست اسطورة والدليل على ذلك هو العثور على مدينة طروادة التي تحدثت عنها الأساطير كثيرا ، مما فتح باب الأمل أمام الباحثين في العثور على أطلنتس، لاسيما عندما خرج الدكتور راينر بتصريحاته التي تؤكد ان مدينة أطلنتس كانت موجودة خلال العصر الحديدي أو البرونزي ويؤكد ذلك أن الهجمات التي كانت تقع في ذلك الوقت على مصر وقبرص كانت هجمات تأتي من قراصنة البحر، وهو ما ذكره أفلاطون عن أهل أطلنتس و الوصف الجغرافي الذي حدده أفلاطون يتطابق مع ذكر هذه الهجمات وهذا يعني أن قراصنة البحر هم سكان أطلنتس، كذلك عثر على مخطوطة قديمة اسمها "هاريس" ترجع للعصر الفرعوني مكتوبة على ورق البردي طولها 45م تتحدث عن مصير أطلنتس والبردية موجودة الآن بالمتحف البريطاني. ومؤخرا أعلن الدكتور فيرنر فيكبولت أنه تم التقاط صورة عن طريق الأقمار الصناعية لجنوب إسبانيا بالتحديد منطقة ماريزما دو هينوخس وتطابقت أوصاف المكان مع الوصف الجغرافي الذي قال عنه أفلاطون، واظهرت تلك الصورة بنائين مستطيلين داخل الطين وأجزاء من حلقات يعتقد أنها كانت تحيط بهما وهو ما يطابق وصف أفلاطون لمعبد بوسيدون المعبد الذهبي، كذلك وجد سور طوله 120 كيلو متر في أعماق المحيط الأطلسي كما أن الخرائط التي قام كريستوفر كولومبس بدراستها وأدت إلى اكتشافه لأمريكا كانت تحتوي على رسم لجزيرة كبيرة اختفت وغير موجودة مما يعكس الظن بأنها أطلنتس. وتبقى أطلنتس أحد الألغاز الغامضة والغير معروفة ويبقى السؤال مطروحا هل هي حقيقة أم أسطورة، وإذا كانت حقيقة لماذا لم تظهر حتى الآن ولم يستطيع العلماء العثور عليها طوال هذه السنين؟ وإذا كانت أسطورة، فما السر وراء ذكر أفلاطون لها، ووصفها بكل هذه الدقة، وما هي المدينة التي وجدت في خرائط كريستوفر كولومبوس واختفت؟ وما سر هذا السور الذي عثر عليه في البحر؟ والكثير من الأسئلة التي حيرت العلماء، التي قد نصل لإجابتها في المستقبل.