مواكبة لإحياء الذكرى الـ 19 لهبة القدس والأقصى، وفي عودة الى الأحداث التي وقعت حينها، تساءلت اذاعة الشمس مع المحلل السياسي والباحث في معد ترومان "روني شاكيد"، الى أي مدى فوجئت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والحكومة والقيادة السياسية من المواجهات والأحداث التي حصلت حينها من قبل المواطنين العرب.
وكان روني شاكيد قد واكب الأحداث حينها، وقال: "كان الأمر مفاجئًا لدرجة كبيرة، والأحداث كانت قد بدأت في الأول من شهر اكتوبر من العام 2000، لكن خلفية الأحداث والمواجهات التي حدثت حينها لم ترتبط فقط بالبعد الديني، او مكانة القدس والأقصى فقط، انما كانت بسبب ابعاد اخرى، من قبل المواطنين العرب".
وأضاف: "في اليوم الذي سبق زيارة شارون للمسجد الأقصى، جلست مع صحافيين، كما تحدثت مع اشخاص من السلطة الفلسطينية، وكتبت مقالًا يومها في صحيفة "يديعوت احرونوت"، حذرت خلاله من الزيارة التي ينوي شارون القيام بها للمسجد الأقصى، لأنها سوف تشعل الأحداث، كما أن السلطة الفلسطينة حذرت من ذات الأامر ايضًا، وتحدثت ايضًا مع جبريل الرجوب، وهو حذر كذلك من زيارة شارون للأقصى لأنها سوف تؤدي الى احداث كبيرة، وحذّرت مجموعة من الصحافيين كذلك منها، لانها ستؤدي الى تفجير الأوضاع".
واستذكر روني شاكيد الأحداث التي وقعت في ذلك اليوم، والتي كان شاهدًا عليها خاصة في منطقة وادي عارة، حيث تواجد بالقرب من مدخل مدينة ام الفحم، منوهًا أن: "لم اشعر اني اتواجد داخل مناطق تابعة لإسرائيل، انما شعرت اني في مناطق السلطة الفلسطينية، والشرطة كانت مصدومة بشكل كبير لهول الأحداث، وبسبب المواجهات المباشرة مع افرادها، ولم يدركوا او يفهموا ما يحصل".
وحول استخلاص العبر قال: "خلفية المواجهات التي اندلعت من قبل المواطنين العرب، كانت بسبب الشعور بالغضب والإحباط بسبب سياسة الدولة باتجاههم، والحكومة لم تستخلص العبر حتى اليوم، فما يزال المواطنون العرب يعانون التمييز وعدم المساواة في الكثير من الجوانب".