دائمًا نقول أن مجتمعنا العربي يزخر بكوادر وطاقات وقوة كبيرة يملكها هذه الشعب، وفي ظل جرائم القتل وأحداث العنف التي تعصف بمجتمعنا العربي، يتساءل الكثيرون، لماذا لا يتم الحديث عن الأمور الإيجابية، فلدينا مختصون واطباء ومهندسون وخبراء ومحامون ومختصون، وهناك من انطلق من هذه البلاد الى الخارج ووصل الى أماكان مرموقة على مستوى العالم في مؤسسات دولية كبيرة.
لكن السؤال الذي يُطرح هو: كيف نستثمر هذه الجهود وهذه الطاقات لنؤثر على آلية اتخاذ القرار؟
يذكر الخبراء في مجال المفاوضات، الى انك حين تجلس على أية طاولة مفاوضات، فأنت تفاوض وتطرح ما لديك، والطرف الثاني يطرح ما لديه، ثم تصلان الى نتيجة عينية.
ونسأل من يحدد الإستراتيجيات والسياسات بالنسبة لنا كمجتمع، كيف نجعل السلطة الحاكمة تتأثر أن هناك حراك لأكثر من مليون ونصف مواطن عربي، لكننا حين نجلس على طاولة المفاوضات نجلس وكأننا خائفين، فقط نريد أن نتوسل لهذه المؤسسة ان يقبلوا بنا كمواطنين في هذه البلاد.
ربما آن الأوان أن نستثمر هذه الطاقات بشكل صحيح وبشكل يقول لهذه المؤسسة وهذه الدولة: "لدينا قوة كبيرة"، لكن هذا الأمر بحاجة الى عمل جماعي، وبحاجة الى الدفاع عن الحيز العام، وليس الإختباء وراء الأسوار او خلف كل حزب او حركة سياسية. نقول لكل من يطالب الجمهور بمنحه الثقة، ادفعوا باتجاه ان تكون هناك خطة استراتيجية واضحة: كيف نستثمر هذه القدرات التي تتغنون بها لنؤثر على القرار.