أوقاف باب الخليل – بين إعادة للمسرحيّة ونجاح أوّليّ للحراك والضغط الشعبيّين
اصدرت مجموعة الحقيقة الأرثوذكسيّة بيانًا جاء فيه:
الصحافة الإسرائيليّة تتناقل اليوم أخبارًا عن إلغاء قرار المحكمة السابق الذي صادقت به المحكمة الإسرائيليّة على صفقات تسريب أوقاف باب الخليل. حتّى هذه الساعة لم نحصل على نسخة من القرار، لكن لا بد من بعض التوضيحات لجمهورنا العربي كريم.
يأتي هذا القرار بعد أن تقدمت البطركيّة بدعوى جديدة للمحكمة لإلغاء القرار السابق بحجة ظهور دلائل جديدة بخصوص الدعوى التي بُحثت في السابق، وبعد أن استُنفِدت مسارات الاستئناف فيها (الدعوى السابقة).
قرار اليوم هو لعبة سياسية بامتياز
قرار اليوم هو لعبة سياسية بامتياز لم يكن فيها للمحكمة دَور كبير. فبعد أن قدّمت البطركيّة هذه الدعوى، كان من المفروض على الشركات الاستيطانية تقديم ردّها إلى المحكمة خلال فترة محدّدة. ولكن الشيء الغريب، أو الأصحّ الخطوة السياسية من طرف الشركات الاستيطانيّة كانت عدم تقديم هذا الردّ (قَدّمت إحدى محاميات الشركات طلبًا لتمديد موعد الرد لكنه رُفض)، مما دفع المحكمة لإصدار قرار بقبول طلب البطركيّة بإلغاء القرار السابق.
لا بد أن نوضح أن هذا القرار قابل للاستئناف من قبل الشركات الاستيطانيّة، واحتمالات قبول هذا الاستئناف قائمة وليست بضئيلة (وقد أعلن محامو هذه الشركات عن اقتناعهم بإمكانية إلغاء هذا القرار الذي "اختطفته" البطركيّة كما يدّعون).
من المبكر جدًّا أن نعلن عن النجاح في استعادة هذه الأوقاف؛ فالخيارات ما زالت مفتوحة، والمسار القضائيّ في هذا الصدد قد لا يكون في صالح استعادة الأوقاف. ولا أحد يعلم كيف سيتصرف المستوطنون في المستقبل. ولكن من المؤكد أن هذه الخطوة لم تأت إلّا بسبب الضغط الشعبي والحراك القوي الذي وضع ثيوفيلوس صديق إسرائيل في مأزق كبير، وأحرج أيضًا (وبشكل أكبر) داعميه في السلطة الفلسطينيّة والأردن -سواء في ذلك مَن هم في اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس في السلطة أو مكتب * في الأردن.
هذا القرار السياسيّ لم يأت بسبب التسحيج والتطبيل والتزمير لغير المستحق ثيوفيلوس وأعضاء مجمعه الفاسدين
إنّ هذا الضغط والحراك المستمرين بشكل متواصل منذ أكثر من عامين قد أثمرا إلى الآن هذا القرار السياسيّ بامتياز والذي لم يأت بسبب التسحيج والتطبيل والتزمير لغير المستحق ثيوفيلوس وأعضاء مجمعه الفاسدين. والاستمرار بهذا الحراك وبهذا الضغط (سواء أكان تجاه البطرك أَم تجاه مَن والاه ومن ولّاه في الأردن وفلسطين) كفيل بأن يدفع بالبطرك وحلفائه المستوطنين أن يعملوا على تثبيت هذا القرار في المحاكم.
هذه النتيجة الواضحة للحراك الذي أخضع ثيوفيلوس والمستوطنين ومن دعموهم في آن واحد ينبغي أن نستقبلها بحذر شديد. وحذارِ من التفاؤل الزائد في هذه القضية؛ فالطريق ما زالت طويلة؛ وإن كان هذا القرار خطوة أولى في إنقاذ أوقاف باب الخليل فإنّه لن ينسينا ما سرّبه غير المستحق ثيوفيلوس في القدس في حيّ الطالبيّة وغيره، وفي يافا واللدّ والرملة وقيسارية وطبرّيا والناصرة. فلشديد الأسف (والغضب والفضائحيّة) ما زالت الأخبار بشأن صفقات تسريب جديدة تَرِدُ إلينا، وسنوافيكم بها في الأيّام المقبلة، كما سنوافيكم بكلّ جديد في هذه القضيّة.
الطريق أمام الحراك نحو استعادة الأوقاف وتحرير البطركيّة من العنصريّة والفساد وتعريبها طريق طويل، ولكن... لا يضيع حقٌّ وراءَهُ مُطالب!