أصدر المجلس الإسلامي للإفتاء في البلاد فتوى، يحثّ فيها المقبلين على الزّواج بإجراء الفحص الجينيّ الوراثيّ قبل الدّخول بمشروع حملٍ، ويعتبره مطلباً شرعياً واجتماعياً وإنسانياً، وجاء في بيان المجلس الإسامي للإفتاء.
ملخص الفتوى
ظهر في العصر الحاضر نتيجةً للتقدم العلميّ ونظراً لانتشار الأمراض الوراثية والتشوهات الخَلْقية في جميع دول العالم، ما يسمّى بالفحص الجينيّ الوراثيّ، والذّي يهدف إلى فحص الزّوجين ومعرفة كونهم يحملون في جيناتهم مسبّباً لمرض وراثيّ شائع في المجتمع، لأجل اتخاذ الإجراءات الوقائية، كي لا ينتقل المرض إلى نسلهم رغم أنّ الزوجين لا يعانون من مشاكل صحية لها علاقة بذلك المرض.
ومعلوم أنّ الشرع يشجّع أن يكون النسل صالحاً غير معيب. فقد ورد في القرآن الكريم من دعاء المؤمنين لربِّهم – سبحانه وتعالى – : {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً }. [ سورة الفرقان : 74 ]. كما أنّه معلوم أنّ الذرية لا تكون قُرّة أعين إذا كان المولود مشوّه الخِلْقة، ناقِصَ الأعضاء، متخلف العقل.
ولمّا كان هذا الفحص المذكور يحقق مصالح مشروعة للفرد الجديد وللأسرة والمجتمع، ويدرأ مفاسد اجتماعية على المستوى الاجتماعي والأسري فإنّنا نعتبره مطلباً شرعياً واجتماعياً وإنسانياً، لكونه يحقق مقاصد الشريعة الغرّاء وهو حفظ النّسل الذّي يُعتَبر من الضروريات الشّرعية الكليّة.
وبناءً على ما سبق ندعو الأئمة والخطباء والمأذونين والمحاكم الشرعية والأساتذة في المدارس، بحثّ المقبلين على الزواج باجراء الفحص الجينيّ الوراثيّ قبل الدّخول بمشروع حمل لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، لتفادي الأمراض التي قد تنتقل للحمل كما سبق بيانه. كما وندعو الأطباء والممرضين والممرضات، بأخذ دورهم الرّيادي في هذا الأمر، لرفع مستوى الوعيّ عند الجمهور من خلال المحاضرات والنّدوات والمؤتمرات فكلّ مشروع يبدأ من فكرة.
هذا وكان لإذاعة الشمس حديث حول الموضوع مع د.مشهور فوّاز؛ رئيس مجلس الإفتاء.