يأتي وقع الأحداث هذا الصباح مثيرًا، بعد عملية امريكية استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والذي يشير الى تطور دراماتيكي ودخول المنطقة في تصعيد جديد، ومن الواضح ان عملية كهذه يمكن أن تقلب الأوراق والأحداث على مستوى المنطقة.
وكما يبدو فإن الرئيس الأمريكيّ دونالد ترمب يريد أن يحدد وقع الأحداث على مستوى العالم، فيصدر ترمب قراره ليقول للعالم هذا ما ينتظركم خلال العام الجديد، وكأن ما حصل هذه الليلة مرتبط في تطورات الأيام الأخيرة، فعلى مستوى الدول الكبرى ومنظومة المصالح لا حسابات لا لعيد او لسنة جديدة، انما هي تطورات تأتينا بشكل مفاجئ، في ظل حرب مستعرة ومستمرة هنا وهناك.
فتأتي هذه الأحداث لتصفعنا، وتقول لنا من ينظر الى الأمور ببساطتها فليعرف اننا نعيش في عالم معقد ومركب، وكل جهة تبحث عن مصالحها سواءً كانت ضيقة او واسعة.
وهكذا تختار الولايات المتحدة وترمب ان نتحدث هذا الصباح، ليس فقط عن تفاؤلنا واننا ننظر بأمل في نهاية الأمر الى العام الجديد الذي ربما يحمل في طياته ما يغيّر من واقعنا الأليم للأسف الشديد، لكن هكذا تأتينا الأحداث ليقول لنا ترمب على وقع هذه الأحداث أحدّد لكم السمفونية التي تريدون ان تسمعوها كل صباح، حتى على مستوى الشرق الأوسط.
وفي هذا المضمار، ومع دخولنا العام الجديد نستذكر بما كتبه الأديب ميخائيل نعيمة: "عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة"، فلربما مع بداية العام نغسل قلبنا لمرة واحدة في السنة، لنغيّر من واقع الحال، ولا اتوقع هذا من الزعماء، لكن لنبدأ منّا نحن البسطاء في هذا العالم، لنغسل قلبنا مرة واحدة في العام، فربما ستكون الصورة افضل بكثير.