اصدر الحراك الوطني "الحقيقة" بيانًا جاء فيه:
عشيّة ميلاد السيّد المسيح حسب التقويم الشرقي، يؤكّد الحراك الوطني "الحقيقة" ثبات موقفه من مقاطعة ثيوفيلوس، التزامًا بالإجماع الوطنيّ الذي اتفق عليه في مؤتمر بيت لحم، وشمل جميع المؤسّسات الفلسطينيّة والأرثوذكسية، والفصائل الفلسطينيّة، التي اعتبرت أن قضية الأوقاف العربية الارثوذكسية هي جزء أصيل من النضال العربي الفلسطيني العام، وهناك واجب أخلاقي ووطني تجاه ما يحدث من تسريب وبيع وتلاعب في الأوقاف، وهي بمثابة ضرب للوجود الفلسطيني بشكل عام، والمسيحي على وجه خاص. بل هنالك ما هو أكثر من ذلك؛ فنحن نعتبر ما يقوم به ثيوفيلوس بمثابة عمالة وتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، وطمس معالم ومكانة الكنيسة المقدسية المشرقية التي لطالما كان لها دور هام في تاريخ فلسطين، بل عززت الوجود والسيادة الفلسطينية على أرض فلسطين.
نؤكد أن شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه يستحق الفرح والاحتفال بالعيد، ولكن ندرك أيضًا أن مقاطعة ثيوفيلوس واجب وطني، ولذا نعوّل على شرفاء شعبنا، وعلى لُحمته حول هذه القضية العادلة والتي هي جزء أساس من القضية الفلسطينية أمام مشاريع التهويد والاستيطان. وقد سمعنا في الأيام الأخيرة عن تراجع بعض الإخوة في المؤسسات حول استقبال ثيوفيلوس في ليلة الميلاد في بيت لحم، وكذلك كنا قد عوّلنا على الإخوة في "فتح" والسلطة بعد اجتماعات عديدة معنا وإطلاعهم حول أهم المستندات في قضايا التسريب والبيوعات، مع العلم أن ما نملك من مستندات أخرى سنكشف عنه في المسار القضائي وكذلك في التقارير الصحفية. ونحن بدورنا نقول لهم: عودوا الى أحضان شعبكم. عودوا الى الموقف الوطني والاخلاقي. عملنا معا لسنوات، وسنعمل قُدُمًا وكلنا ثقة أن النضال العربي الأرثوذكسي هو نضال الشرفاء، وهو جزء من النضال العربي الفلسطيني العام. هذا النضال صعب وتحدياته جمّة، أمام عنجهية الدول والمؤسسات الداعمة، الا اننا نعلم معنى فعل المقاومة في هذا الزمن الصعب.
يحيّي حراك الحقيقة الإخوة القابضين على الجمر، وكل التحية والتقدير على الموقف الصريح والواضح في الالتزام بالمقاطعة، وعلى رأسهم رؤساء بلدية بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، وباقي الإخوة في الكشافة والمؤسسات. وكلنا أمل في الحفاظ على طهارة كنيسة المهد من استسهال في التعامل مع استقبال ثيوفيلوس لمجرد وجود الاستاتيكو. لا صوت يعلو على صوت الحق والعدالة كما علّمنا اياها سيدنا المسيح. ونقولها دون تأتأة: مستمرون في نضالنا حتى تحرير الكنيسة كاملًا واستعادة السيادة لأصحاب الكنيسة الحقيقيين أصحاب هذه البلاد.
نهنئ شعبنا الفلسطيني الأصيل، والمحتفلين في ميلاد السيد المسيح، وكل عام وشعبنا وكنيستنا الأمّ بألف خير وسلام.