لاحظنا خلال هذا الأسبوع الكم الكبير من ردود الفعل، إزاء طرح تفاصيل "صفقة القرن" التي عرضها الرئيس الامريكيّ، وحملت ردود الفعل مرادفات كوميدية ساخرة ومضحكة من قبل المواطنين، ما يشير أن هذا الشعب يعيش في أجواء غير طبيعية، في ظل مخططات خطيرة جدًا تقترحها الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، ستكون لها تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية وعلينا كشعب عربي، وكيف نرد على هذه المخططات الخطيرة- والتي وصلت الى قضايا محلية- بدعابة وضحك.
والسؤال: هل نحن فعلا شعب لا يتعامل مع الأمور بجدية، ام أنها طريقة لنعبّر فيها عن واقعنا المؤلم، قبل أن ننفجر، وهذا النموذج كان على مدار سنوات طويلة في الدول العربية، كلما كانت الضربة قوية تتحول الضربة الى نكتة ودعابة، وهكذا نحاول التعبير عن غضبنا حتى لا ننفجر.
لكن حين نتحدث عن دور القيادات السياسية فالأمر مختلف، ولا بد هناك من طرح الحلول، وطرح الحلول يحتاج الى استراتيجية واضحة: ماذا نفعل؟ وماذا بعد؟ وأين؟ فلا مكان للدعابة.
لكن الشعور العام لدينا للأسف حول القيادات السياسية محليًا وعربيًا، انها تتعامل مع نتنياهو وترمب بحسب نكتة مشهورة، عن شخص اراد العفو من ملك بعد الحكم عليه بالإعدام، فوعد الشخص الملك أن يعلم الحمار الإنجليزية مقابل العفو عنه، فسأله الملك كم من الوقت تحتاج، فقال 10 سنوات، فوافق الملك، وحين خرج سُئل كيف قبلت امرًا كهذا، فقال: "خلال هذه السنوات امّا أن يموت الملك او أموت انا او يموت الحمار".
لكن كما يبدو فإن القيادات السياسية لا تفهم أن هذا المنطق لا يصح في الشرق الأوسط، ففي الشرق الأوسط الشعب هو الذي يموت فقط، فيما الملك يبقى ملكًا والحمار يبقى حمارًا.