إياد شيخ أحمد، محاضر في كلّيّة سابير وفي جامعة بن غوريون-بئر السبع
بالإضافة إلى التأثير الاجتماعي والإنسانيّ لوباء كورونا على حياة المجتمعات الإنسانيّة، فإنّ له تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا على الاقتصاد. والحديث يدور هنا ليس التأثير على دولة معيّنة فحسب، بل على الاقتصاد العالميّ بأسره. وبالتالي فإنّ المخاوف من تداعيات هذا الوباء على الاقتصاد هي كبيرة. وأتمنّى أن يزول هذا المرض في أقرب فرصة؛ لأنّ الضرر حينها لن يكون ضررًا كبيرًا، كما أنّ المرافق الاقتصاديّة التي تضرّرت سوف تتعافى بسرعة، ولكن في حال استمرار هذا الوباء لفترة طويلة، وكانت هناك خطوات أخرى مثل، العزل لفترة طويلة لقسم كبير من السكّان، واستمرار تعطيل السفر بين الدول، والخوف الكبير الذي ينتاب البشريّة فسوف تكون لذلك تداعيات اقتصاديّة سلبيّة كبيرة. وكما هو معروف فحتّى يكون هناك نموّ اقتصاديّ، يجب أن يكون هناك استقرار، وعندما يغيب الاستقرار فسيكون هناك ضرر مباشر على المرافق الاقتصاديّة. وتشير التقارير الاقتصاديّة في الوقت الحالي إلى أنّ النمو الاقتصاديّ سيتقلّص إلى 1.5% بدلًا من 2.4% في العالم إذا استمرّ هذا الوباء. وهذا يعني خسارة اقتصاديّة فادحة للمرافق الاقتصاديّة والعالميّة والتي تقدّر بمئات المليارات من الدولارات، بسبب تعطيل العديد من المرافق الاقتصاديّة، وخاصّة في قطاعي الطيران والفنادق، وكلّ ما يتعلّق بالسياحة العالميّة وتعطيل الصناعة في الصين والتي تشكّل مصدرًا كبيرًا للعديد من الصناعات في الدول المختلفة، سيؤدّي إلى ضرر وتعطيل كبير في الصناعات المختلفة في بعض الدول.
لقد انخفض مؤشّر الأسهم في العديد من البورصات العالميّة بشكل كبير، ومّما يلفت النظر الانخفاض الحادّ في أسهم شركات تصنيع الطائرات "بوينغ" و"إيرباص" بنسبة 8% إلى 10%.
لحقت أضرار أيضًا باقتصاد القارّة الأوروبيّة بشكل كبير، بسبب خسارة السياحة الوافدة إليها من الصين، وكذلك انخفاض صادراتها إلى الصين.
أمّا عندنا في إسرائيل فإذا استمرّ هذا الوضع، فسوف تكون هناك خسارة في عدد من المرافق الاقتصاديّة، وأكثر هذه المرافق تضرّرًا هي فروع السياحة والسفر، بحيث خسرت شركة "إل عال" 30 مليون دولار في الربع الأوّل من هذا العام بسبب كورونا.
أرجو أن يزول هذا الوباء بسرعة؛ لأنّه في حالة استمراره لفترة أطول فإنّ الأضرار الاقتصاديّة ستكون كبيرة وقاسية.