لماذا التقى د. منصور عباس العاهل الأردني وما الذي دار بينهما؟
التقى العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، رئيس القائمة الموحدة، منصور عبّاس، في قصر الحسينية في الأردن، بدعوة من الجانب الأردني.
وأشارت تقارير أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن اللقاء عُقد بموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، نقتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد.
وفي مقابلة أجراها مع القناة 12 الإسرائيلية، أكد عبّاس أن الزيارة إلى الأردن جاءت بالتنسق الكامل مع شركائه في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية الأردنية ("بترا")، "جرى، خلال اللقاء، بحث آخر التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام قدما".
وذكرت "بترا" أن الملك عبد الله، أكد خلال اللقاء "وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة".
وشدد الملك "على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد العاهل الأردني أن "الأردن مستمر في بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها"، بحسب ما جاء في "بترا".
بدوره، أشاد عباس بـ"مواقف الملك تجاه القضية الفلسطينية وبمساعي الأردن الدؤوبة للحفاظ على الوضع القائم في القدس ودعمه لصمود المقدسيين".
ولفت البيان إلى أن عبّاس "ثمّن ما يقدمه الأردن لفلسطينيي الداخل، خصوصا فيما يتعلق بالتعليم والحج والعمرة".
يذكر أن البرنامج السياسي الذي تطرحه القائمة الموحدة برئاسة منصور عبّاس، التي تشارك في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، لم يأت على ذكر القضية الفلسطينية ولا يتطرق التوسع الاستيطاني المتواصل في الضفة المحتلة أو وملاحقة المقدسيين والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين في المسجد الأقصى.
وأشارت "بترا" إلى أن اللقاء عقد بحضور "نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك الأردني، جعفر حسان".
وفي المقابلة مع القناة 12، تهرب عبّاس من الإجابة عن سؤال حول إذا كان يعارض أو يؤيد صلاة اليهود في المسجد الأقصى، أو حول "ما الذي يريد تغيره في الوضع الحالي" الذي يشهد اقتحامات يومية للأقصى، وقدم إجابات غير واضحة متحدثا عن الحرم القدسي على أنه "المسجد الأقصى" تارة وعلى أنه جبل الهيكل (هار هبايت) تارة أخرى.
وقال عبّاس: "المسجد الأقصى مكان لصلاة المسلمين والحائط الغربي (حائط البراق) مكان لصلاة اليهود، أعتقد أن هذه تسوية مناسبة في هذه المرحلة".
وكان الرئيس الإسرائيلي، يتسحاك هرتسوغ، قد كشف في أيلول/ سبتمبر الماضي، عن لقاء عقده مع الملك عبد الله الثاني، في عمان، نهاية آب/ أغسطس الماضي.
وقال هرتسوغ، في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، إن "الاجتماع عقد بدعوة من الملك عبد الله، وبالتنسيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد".
وأضاف أنه تم بحث "القضايا الإستراتيجية" بين البلدين خلال الاجتماع الذي وصفه بأنه كان "دافئا"، دون ذكر توضيحات بالخصوص. وتابع: "الأردن بلد مهم للغاية. أنا أحترم الملك عبد الله، فهو زعيم عظيم ولاعب إقليمي مهم".
يأتي الكشف عن الاجتماع بعد نحو شهرين من لقاء سري آخر بين الملك عبد الله وبينيت، أنهى سنوات من الجمود الدبلوماسي بين البلدين في عهد بنيامين نتنياهو.