تحل علينا في هذه الفترة ذكرى حرب يوم الغفران كما عُرفت اسرائيليًا وهي خامس الحروب الإسرائيلية العربية، أو كما تعرف مصريًا على حرب أكتوبر، أو حرب تشرين كما عرفها النظام السوري في حينه. واندلعت هذه الحرب في عام 1973، حيث قامت الجمهورية العربية المصرية، والجمهورية العربية السورية بالهجوم على اسرائيل بشكل متوازي وفي ذات الوقت، ها وقد بدأت الحرب عشية يوم الغفران للسنة العبرية، وذلك يوم السبت السادس من أكتوبر 1973 حسب التقويم الميلادي، بتنسيق من قبل الجيشين، وشن الهجوم بشكل مفاجئ وبالتوازي على القوات الاسرائيلية، وتفيد تقارير أخرى على تلقي دعم عسكري واقتصادي من قبل عدد من الدول العربية.
وكان المحورين الأساسيين للحرب هما على جبهة سيناء التي تم احتلالها أبان حرب الستة أيام عام 1967، وعلى جبهة هضبة الجولان التي تم احتلالها خلال الحرب ذاتها. وكانت الحروبات الخمسة العربية مع اسرائيل حدثت في عام 1948 عند اعلان استقلال دولة اسرائيل، وحرب السويس في عام 1956، وحرب الاستزاف المصرية، بالاضافة الى حرب الأيام الستة عام 1967، والحرب التي نحن بصدد ذكرها هنا.
ها وقد انتهت الحرب بشكل رسمي بعد 18 يومًا تقريبًا، تحديدًا نهاية يوم 24 أكتوبر، وتم ذلك من خلال اتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين الاسرائيلي والمصري السوري. وخلال هذه الفترة حقق الجيش المصري هدفه الأساسي الا وهو عبور قناة السويس التي تمت السيطرة عليها في حرب الأيام الستة، بالاضافة الى تدمير الخط الفاصل الذي عُرف باسم خط بار ليف، واستعادة مناطق احتلتها اسرائيل خلال الحروبات السابقة. في المقابل حققت الجبهة السورية في الأيام الأولى نجاحًا كبير من قبل الجيش العربي السوري، الذي وصل الى حدود طبريا حسب عدد من المؤرخين، الا وأنه سرعان ما تراجع الى أراضي الحدود السورية بعد مقاومة من قبل قوات الجيش الاسرائيلي، الأمر الذي أسفر عن احتلال هضبة الجولان مرةً أخرى.
وكان العالم يشاهد في حينه الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي التي استخدمت هذه الحرب كساحة لاثبات سيطرة، فقامت الولايات المتحدة بمد جسر جوي لمساندة القوات الاسرائيلية، وفي المقابل قام الاتحاد السوفيتي بمد جسر جوي لمساندة مصر وسوريا، وكذلك شهدت المنطقة أيضًا مد خطوط بحرية.