يصادف اليوم 05.10.2022 على أنه اليوم العالمي للمعلم، عقب الاعتراف به بشكل رسمي من قبل هيئة الأمم المتحدة قبل 28 عامًا. ويعتبر هذا اليوم هو الذكرى الرسمية التي تم فيها توقيع توصية من قبل منظمة اليونسكو (منظمة العمل الدولية) والتي ضبطت فيها أحوال المعلمين في العالم عام 1966، وأحتفل للمرة الأولى بهذا اليوم احتفالًا بذكرى توقيع الاتفاقية عام 1994.
وكانت التوصية تقضي بوضع معايير تساهم في رفع قدر المعلمين في جميع أنحاء العالم، هذا وقد تم الاتفاق على الحد الأدنى من سياسات موظفي التعليم، التدريب وظروف عملهم واستقطابهم. ويعتبر أهم هدف لهذا اليوم هو التركيز على رفع قدر المعلمين وتحسين ظروفهم في العالم، ولفت نظر واضعي السياسيات على لبدء الإهتمام بهذا الجانب من المجتمع.
وقال العرب في المعلمين شعرًا على مدار العصور، كان أهمها في العصر الحديث ما نظمه الشاعر أحمد شوقي، وقال فيها:
قُم للمعلِّمِ وفِّهِ التَبجيلا * * * كادَ المعلِّمُ أَن يكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي * * * يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ * * * عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ * * * وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً * * * صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً * * * وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا
وفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً * * * فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا * * * عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا
وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ * * * في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت * * * ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا
يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ * * * بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم * * * وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا
في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً * * * بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا
صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت * * * مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا
سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ * * * شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا
عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ * * * فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا
إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ * * * وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا
ورد الشاعر ابراهيم طوقان على قصيدة أحمد شوقي في قصيدة، يقول فيها:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي * * * قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلًا * * * من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله * * * كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة * * * لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمَّة وكآبة * * * مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت * * * وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى * * * وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً * * * مثلاً واتخذ الكتاب دليلا
مستشهدًا بالغرّ من آياته * * * أو بالحديث مفصلًا تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي * * * ما ليس ملتبسًا ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى * * * وذويه من أهل القرون الأُولى
فأرى حمارًا بعد ذلك كلّه * * * رفَعَ المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يومًا صيحة * * * ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته * * * إنَّ المعلم لا يعيش طويلا
الأستاذ والمحاضر في كلية سخنين نايف عواد تحدث لإذاعة الشمس.. استمعوا للمقابلة الكاملة.