أعلن حزب الله، مساء الأربعاء، أنّ قوات الجيش الإسرائيلي أقدمت في الآونة الأخيرة على اتخاذ “إجراءات خطيرة في القسم الشمالي من بلدة الغجر الحدودية”، وهو القسم اللبناني الذي تعترف به الأمم المتحدة “باعتباره جزءاً من الأراضي اللبنانية لا نقاش فيه ولا نزاع حوله”.
وقال في بيان له، إنّ إجراءات قوات الجيش “تمثلت بإنشاء سياج شائك وبناء جدار إسمنتي حول كامل البلدة، شبيه بما تقوم به على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة”.
وأوضح أنّ هذه الاجراءات “فصلت بلدة الغجر عن محيطها الطبيعي التاريخي داخل الأراضي اللبنانية، وفرضت قوات الاحتلال سلطتها بشكل كامل على القسمين اللبناني والمحتل من البلدة، وأخضعتها لادارتها بالتوازي مع فتح القرية أمام السواح القادمين من داخل الكيان الصهيوني”.
وأكّد حزب الله أنّ اجراءات السلطات الإسرائيلية “خطيرة، وتعد تطوراً كبيراً، واحتلالاً كاملاً للقسم اللبناني من بلدة الغجر بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع فيها”، مشيراً إلى أنّ هذا الخرق “ليس خرقاً روتينياً مما اعتادت عليه قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى”.
وإزاء هذه التطورات، دعا حزب الله الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها، “لا سيما الحكومة اللبنانية، والشعب اللبناني بكافة قواه السياسية والأهلية أيضاً، إلى التحرك لمنع تثبيت هذا الاحتلال وإلغاء الإجراءات العدوانية التي أقدم عليها، والعمل على تحرير هذا الجزء من أرضنا وإعادته إلى لبنان”.
وفي بيان لها أمس، قالت نائبة مدير مكتب اليونيفيل الإعلامي كانديس ارديل إن جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل لاحظوا قرب ميس الجبل عبور ذراع حفارة للخط الأزرق من الجنوب وعبور جندي لبناني للخط من الشمال، مشيرة إلى أن حفظة السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض لغايات الارتباط والتنسيق مع الأطراف والمساعدة في نزع فتيل التوترات.
وحثت ارديل جميع الأطراف وأي شخص موجود في الموقع على الحفاظ على الهدوء، مجددة التأكيد على أن أي نوع من العمل بالقرب من الخط الأزرق "حساس للغاية"، مشددة على ضرورة تنسيق أي عمل من خلال اليونيفيل لتجنب الاحتكاكات والمساعدة في ضمان الاحترام الكامل لقدسية الخط الأزرق.
ولا يعتبر الخط الأزرق حدوداً دولية، بل تم إنشاؤه بهدف التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، وقد سميّ بخط الانسحاب، وهو خط فاصل رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان من جهة أخرى في يونيو/ حزيران من عام 2000.