تراجعت التوترات في إقليم ناغورني قره باغ الاثنين مع استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى الجيب الانفصالي بعدما اتفق انفصاليون أرمن مع الحكومة في باكو على استخدام الطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان.
واتهمت أرمينيا أذربيجان بتأجيج أزمة إنسانية في الاقليم بعدما أغلقت باكو العام الماضي ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا، وحيث تتواجد قوات حفظ سلام روسية، وقالت باكو إن السلطات الانفصالية رفضت اقتراحها بإعادة فتح ممرّ لاتشين وطريق أغدام بشكل متزامن.
وقال مستشار السياسة الخارجية لرئيس أذربيجان حكمت حاجييف على شبكات التواصل الاجتماعي "تمّ ضمان المرور المتزامن لسيارات الصليب الأحمر" عبر ممر لاتشين الذي يربط الجيب الانفصالي بأرمينيا وعبر طريق أغدام الذي يربطه ببقية أذربيجان.
وأضاف "المجتمع الدولي بأسره شهد مجددًا أنه ليس هناك ما يسمّى بالحصار، بل حصار ذاتي متعمّد واستغلال للقضايا الإنسانية وتسييسها".
وفي وقتٍ سابق من يوم الأحد، أعلن الانفصاليون الأرمن في قره باغ موافقتهم على مرور شحنات المساعدات الإنسانية عبر الأراضي التي تسيطر عليها باكو، في أول خطوة نحو تهدئة التوتر في المنطقة المضطربة.
وأكّدت السلطات الانفصالية أن 23 طنًّا من دقيق القمح من أرمينيا وإمدادات طبية أُرسلت إلى الإقليم "بفضل الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين فرع الصليب الأحمر في ستيباناكرت وقوات حفظ السلام الروسية".
وأضافت "من المقرّر أن تسلّم مركبات الصليب الأحمر شحنات من مدينة روستوف الروسية خلال عدة أيام عبر الطرقات نفسها".
ورأى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مؤخرًا أن قوات حفظ السلام الروسية "إما عاجزة عن السيطرة على ممر لاتشين أو أنها لا تريد ذلك".
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين أنه بفضل "اجماع انساني بين صانعي القرار، توفر اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم شحنات من دقيق القمح ومواد طبية أساسية الى الناس الذين يحتاجون إليها عبر ممر لاتشين وطريق أغدام".
وشددت المديرة الإقليمية للصليب الأحمر في أوروبا وآسيا الوسطى آريان باور على أن سكان ناغورني قره باغ "يحتاجون بشدة الى إغاثة مستدامة عبر شحنات إنسانية دورية. أتاح هذا الاجماع لفرقنا استئناف العمل لانقاذ أرواح".
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دعوا إلى إعادة فتح لاتشين وأغدام لايصال المساعدات الإنسانية فيما تعاني منطقة ناغورني قره باغ نقصًا في الغذاء والدواء.
وتصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مطلع تموز/يوليو بعدما أغلقت باكو بذرائع مختلفة ممر لاتشين، ما تسبب في نقص كبير في الامدادات.
وأثار ذلك مخاوف من تجدد المعارك بين البلدين خصوصا في ظل تعزيز أذربيجان انتشارها العسكري عند الحدود.
وخاض البلدان حربين للسيطرة على ناغورني قره باغ، آخرهما في عام 2020 ونتجت عنها هزيمة أرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هش لإطلاق النار.
دارت الحرب الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينيات، وقد أودت بحياة 30 ألف شخص، فيما خلفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.