بعد انتهاء العمليات العسكرية المكثفة في شمال غزة، غابت تلك المنطقة عن الأخبار، لذا فإنها تعتبر منطقة مظلومة إعلاميًّا.
وللحديث عن التطورات الميدانية في تلك المنطقة كان لنا حديث مع الصحافي الميداني من شمال قطاع غزة محمود عويضة، الذي أشار إلى غياب المنطقة عن الوعي العام من خلال غيابها عن الأخبار، ومن خلال قلة الصحافيين العاملين فيها.
وردًّا على سؤال حول الواقع الغذائي الانساني في المنطقة، قال عويضة إن الأوضاع تحسنت نسبيًّا على صعيد الغذاء بعد معاناة أهل المنطقة الذين بقوا هناك من التجويع خلال الفترة الأولى، وأشار إلى ازدياد أعداد الشاحنات المليئة بالمواد التموينية التي تدخل تلك المنطقة في هذه الأيام، بعد أشهر من الانقطاع.
وشدّد عويضة على قلة السيولة المالية في أيدي المواطنين، جراء صرف ما وفروا طوال سنوات خلال أشهر الحرب الأولى، إضافة إلى إغلاق البنوك ومحلات الصرافة بسبب الحرب. وأشار في هذا السياق إلى أن انعدام السيولة المالية أدى إلى تراجع في أسعار المواد التموينية لمساعدة الناس في معاناتهم.
أما بخصوص المرافق الحياتية الأخرى، فأشار عويضة إلى انعدام كافة هذه المرافق، جراء اغلاق البلديات، وعدم عمل أي من المؤسسات الدولية في منطقة شمال القطاع، مثل الأونروا والأوكسفام، لتوجه عامليهم الميدانيين إلى مناطق الجنوب لارتفاع الأزمة الإنسانية هناك. ولفت عويضة الانتباه على هذه الخلفية إلى أن إغلاق البلديات أبوابها، أدت إلى انقطاع تزويد المواطنين بالمياه، وعدم جمع النفايات، الأمر الذي يؤدي إلى مكاره صحية وانتشار الأمراض.
وقال عويضة إنه لم يلتق بزوجته وأولاده منذ بداية الحرب، بسبب وجوده في منطقة شمال قطاع غزة للقيام بعمله، ووجود أفراد عائلته في الجنوب نازحين، وأشار إلى أن لا أحد من النازحين نجح بالعودة إلى الشمال، رغم ما انتشر من شائعات حول الموضوع، حيث استهدفت القوات الاسرائيلية المواطنين العائدين وقتلت العديد منهم.