الشيخ الدكتور محمد سلامة وقدس الأب إيهاب مخولي: دورنا العمل على تحول هذا الحراك إلى حديث المجتمع في كل مكان
أصدرت عدة هيئات اجتماعية ودينية فاعلة في المجتمع العربي داخل اسرائيل، في الأسابيع الأخيرة، بيانات تدعو فيها إلى التخفيف والتقليل من مصروفات المناسبات والاحتفالات، كالأعراس واحتفالات التخرج من المدارس الثانوية، وحفلات أعياد الميلاد، خاصة في ظل الحرب على غزة، وتصاعد منسوب حالات العنف والجرائم في مجتمعنا العربي.
وبات هذا الموضوع موضوعًا للحوار والجدل، والتعاطي المجتمعي والسياسي مع الموضوع.
وبدأت أصداء الموضوع تأخذ حيزًا واسعًا في وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن هنا، كون إذاعة الشمس تلعب الدور الأكبر في القضايا المجتمعية، كان لنا لقاءان في هذا المحور، مع الدكتور الشيخ محمد سلامة، ومع قدس الأب إيهاب مخولي.
وفي الحوار مع قدس الأب إيهاب مخولي، راعي طائفة الروم الأرثوذكس في قرية كفر ياسيف، قال إن الفرح هو جزء من حياة البشر، وله أصوله وفولكلوره، ولا يمكن لنا أن نعيش بدونه، ولكن علينا ان نعمل أن نفرح كما يليق دون بذخ، الذي يعارض الفكر الديني أيًا كان، للتخفيف والتسهيل على الآخرين واعطائهم الفرصة ليشاركونا أفراحنا.
وقال الأب مخولي إن رجال الدين لطالما نادوا بالتخفيف من البذخ وتقليل المصاريف، مشيرًا إلى أنّنا نستطيع الفرح دون الصرف بدون حساب.
وأشار الأب مخولي إلى أن المأساة الحاصلة في غزة في هذه الأيام، وحالة القلق والاضطراب التي نعيشها، لا شك بأنها تنعكس علينا بالشعور مع الآخرين، ولذلك فنحن نوجه أبناء مجتمعنا إلى الفرح باختصار واقتصار، إلى أن تعود أعلام السلام وترفرف فوق بلادنا. وأشار إلى أن رجال الدين من كافة الأديان، كخطوة ذاتية، قاموا بتقليص احتفالات الأعياد، واقتصروها على الشعائر الدينية، وبذلك كانوا مثلا يحتذى في هذا الموضوع. وقال إنّ هناك حاجة إلى الوعظ والحديث ونشر هذه الرسالة لما فيها من بعد توعوي لكافة أبنائنا، من أجل تحول هذه الدعوات إلى أمر عملي.
واستمرارًا في نفس الملف، كان لنا حديث أيضًا مع الدكتور محمد سلامة، الرئيس السابق لدار الإفتاء والبحوث الإسلامية
محمد سلامة رئيس دار الافتاء والبحوث الإسلامية السابق، الذي قال إنه تلقى دعوتين لعرسين وفرحتين، فيهما دعوة فقط لوجبة عشاء، الأمر الذي يشير إلى أن التفاعل في مجتمعنا مع دعوات تخفيف البذخ والاسراف تلقى اذانًا صاغية وتقبلًا كبيرا بين أبناء مجتمعنا. وشدد على ضرورة التوازن بين إقامة الأفراح وحفلات التخرج وبين التعاضد والتكاتف والشعور بمآسي شعبنا وتقليل مظاهر الإسراف.. لذا لا مانع من اقامة الاعراس بمحدودية، ودون الكماليات المتعارف عليها ودون مظاهر البهجة زيادة عن اللازم. وقال الشيخ سلامة إن الفرح الحقيقي ليس حفل الزواج وشم النسيم بعده، بل بحياة زوجية مبنية على الإيمان والتقوى والألفة.
ودعا الشيخ الدكتور محمد إلى الاستمرار في طرح هذا الموضوع على كافة المستويات، الإعلامية والاجتماعية والسياسية، ليبقى حديث الشارع، لأن هذا الأمر يمكنه أن يدعم توجهنا العام للمجتمع بكل أفراده ليتحملوا حصتهم من المسؤولية، ويعبّروا من خلال تخفيف مظاهر البذخ والاسراف، والتعاطي مع قضايا المجتمع بمسؤولية.