أعلنت تركيا بالأمس، أنها سوف تنضم إلى القضية التي المفاوضات حول وقف اطلاق النار وصلت الى مرحلة ما وصفه بلعبة عد الاصابع، بدعوى الإبادة الجماعية، الأمر الذي وضع عرقلة أخرى أمام استمرار العلاقات بين تركيا وإسرائيل.
وللحديث عن هذا المحور، كان لنا لقاء مع دكتور غاليا لندنشتراوس، الباحثة الكبيرة في معهد الأمن القومي، والمختصة في السياسة الخارجية التركية في العصر الحديث، التي قالت إن تركيا هي إحدى أهم الدول التي تقيم علاقات اقتصادية مع إسرائيل، ولذلك فإن الأمر الحالي، والتباعد بين الدولتين هو أمر فيه الكثير من التحديات، والصعوبات.
وأشارت إلى أن إسرائيل وتركيا عاشتا فترات أفضل في العلاقة بينهما، خاصة في التسعينيات، وفي بداية سنوات حكم اردوغان، ولكن حتى في قمة التوتر بين الدولتين في السابق، لم يقم اردوغان بالمس في العلاقات الاقتصادية، وهذا ما يجعل التطورات الحالية في العلاقات أمرًا مقلقًا للغاية.
وأشارت د. لندنشتراوس إلى أن الرأي العام التركي داعم بشكل كبير للقضية الفلسطينية، وهذا أمر معروف، وهو ما يشكل ضغوطًا على اردوغان لرفع حدة تصريحاته تجاه إسرائيل، ولكن هناك شخصيّات أخرى مهمة في تركيا، مثل رئيس بلدية اسطنبول الذي يشكل وزنًا مقابلا لتصريحات اردوغان.
وقالت د. لندنشتراوس، إن الانضمام للدعوى في المحكمة الدولية هو خطوة أخرى من خطوات تركيا الهادفة لمعاقبة إسرائيل، حيث أنها تفعل ذلك بهدف "تصعيب حياة إسرائيل"... وأشارت إلى أن الردّ التصريحي الإسرائيلي المتمثل بتعقيبات وزارة الخارجية، لا تساعد في تخفيف وطأة المواجهة، ولكن من جهة أخرى لم تكن هناك إمكانية لأن لا ترد إسرائيل على التصريحات.
وقالت إن في السنوات الأخيرة كانت تركيا وإسرائيل دولتان تشجعان الاستقرار في الشرق الأوسط، ولكن الأمر الآن هو أنّ هاتين الدولتين موجودتان على خط المواجهة، ولا أحد يعرف ما يمكن أن تكون نتيجة هذه المواجهة.