تحتاج قطاع غزة إلى جهود إعادة إعمار هائلة للتعافي من الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الدائرة منذ أكثر من ستة أشهر، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وأعلن عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن تكلفة إعادة الإعمار قد تبلغ حوالي 40 مليار دولار، وأن التعافي الكامل قد يستغرق حتى 80 عامًا.
وأكد الدردري أن الدمار الهائل في غزة يشمل تدمير البنية التحتية والكارثة الإنسانية التي أحدثتها الحرب، حيث خلفت القتالات أكثر من 34 ألف ضحية وأكثر من 77 ألف مصاب، بالإضافة إلى تدمير شامل للمنازل والبنى التحتية.
وأشار الدردري إلى أن الأمم المتحدة وجهت نداءً لتأمين التمويل الضروري لإعادة بناء غزة، مشيرًا إلى أنه تم بحث تمويل إعادة الإعمار مع دول عربية، وأن هناك إشارات إيجابية حتى الآن.
من ناحية أخرى، أشار الدردري إلى الحاجة الملحة للرعاية النفسية لسكان غزة، حيث أن التقديرات تشير إلى أن ما يقرب من 400 ألف شخص بحاجة إلى دعم نفسي بسبب الآثار النفسية الجسيمة للحرب.
وقال الدردري أن إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة يصل إلى 37 مليون طن، معتبرا أن هذا الرقم "هائل ويتصاعد يوميا وآخر البيانات تشير إلى أنه يكاد يبلغ الـ40 مليون طن".
وأشار إلى أن "72% من الأبنية السكنية دُمّرت كلّيا أو جزئيا"، بينما "التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت 40 عاما. أربعون عاما من الجهود والاستثمارات ذهبت أدراج الرياح".
وصرح على أنها "المرحلة الأخطر هي أن يتوقف إطلاق النار ولسنا جاهزين. لذلك، لا بدّ أن نكون جاهزين ومستعدين لتوفير السكن المؤقت الكريم وإزالة الركام والتعامل مع آلاف الجثامين تحت هذا الركام".
بالإضافة إلى ذلك، أشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إعادة بناء المنازل المدمرة قد تستغرق حتى عام 2040 في أفضل الاحتمالات، مما يعكس حجم التحديات الهائلة التي تواجه عمليات إعادة الإعمار في القطاع.