تبرز في كل سنة، في فترة إحياء ذكرى ضحايا الحروب الإسرائيلية منذ قيامها، مسألة علاقة الدولة بمواطنيها العرب الدروز، وتعلو الأصوات في هذا السياق التي تقول إنّ على الطائفة انهاء ارتباط مصيرها بالدولة، في مقابل الأصوات التي تدعو إلى الولاء التام للدولة.
وحول الموضوع قال د. عنان وهبة، استاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، إنّ السابع من أكتوبر شكّل شرخًا عميقا في الدولة، بكل ما يخص الدولة نفسها، وعلاقتها مع عرب الداخل، ومن ضمنهم العرب الموحّدون، وبطبيعة الحال قاد إلى شرخ عميق جدًّا مع أية جهة فلسطينية، الأمر الذي أثر بشدّة على أية إمكانية لأية رؤية مستقبلية فيما يتعلق بحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار إلى أنّ هذه الحكومية ماضية في عمليتها البرية في قطاع غزة، لشل كافة القدرات العسكرية لحركة حماس، دون أن يكون هناك اعتبار للرهائن الإسرائيليين.
وأشار إلى علاقة المواطنين العرب الدروز بالدولة، بالقول إنّ هناك الكثير من ما يهدد علاقة أبناء الطائفة المعروفية في الدولة، بسبب عمق الشرخ بين الدولة وهذه الطائفة، بسبب قانون القومية وقانون كامنيتس، فقد بتنا نسمع الكثير من الأصوات الداعية إلى إنهاء العلاقة القوية بين الدروز والدولة.
وأضاف أنّه يرى أنّ العامل الاقتصادي الحياتي اليومي لا دور له في تحديد علاقة الطائفة بالدولة، مشيرا إلى أنّ العمل في مؤسسات الدولة لم يعد في العشرين سنة الأخيرة مصدر الدخل الأساسي لأبناء الطائفة المعروفية، وقال إنّ الارتباط بالأمن القومي الإسرائيلي نابع من رؤية الطائفة لأمنها ذاتها، فهي ترى ما حدث ويحدث للدروز في الدول المجاورة.
وأشار د. وهبة إلى وضع الدروز في سورية كمثال، مشيرًا إلى أنّ الدروز في سورية اليوم يطمحون إلى تغيير النظام السوري، وأضاف أنّ الدروز في سورية يلتفتون إلى عمقهم القومي العربي، ويرون فيه العمدة الأساسية لوجودهم في العالم العربي.