تأتي عودة العمليات العسكرية الاسرائيلية إلى منطقة شمال قطاع غزة مفاجئة للكثير من الاسرائيليين، خاصة أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية تركزت في الأيام الأخيرة في مناطق كان أعلن الجيش عن السيطرة عليها بالمطلق.
وحول الموضوع كان لنا حوار مع العميد احتياط رونين كوهين نائب رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية سابقًا، إنّ الضعف في قيادة الجيش أدى إلى الوضع الحالي، حيث أنّنا بعد سبعة أشهر، لا زلنا نخوض معارك متجددة في أماكن أعلنا في السابق عن السيطرة عليها، وينبع هذا الأمر من أنّ الجيش لا يبقى في المناطق التي أعلن السيطرة عليها في السابق، ويتحرك بشكل مستمر، الأمر الذي فتح المجال أمام قوات حماس للعودة إلى أماكن طردهم الجيش الاسرائيلي منها في السابق.
وقال إنّ تعامل الجيش مع موضوع قطاع غزة، وعدم بقائه في أماكن سيطر عليها في السابق، هو تعامل فاشل، وأدى إلى عدم تشكيل ضغط كاف على حماس وعلى السنوار تحديدًا، ليوقعوا على اتفاق لتحرير الرهائن. وعبر عن اعتقاده بأنّ هذا التوجه المسيطر في الجيش نابع من توجيهات عليا، في الكابينيت الحربي، وعلى مستوى القيادة السياسية، وحتى على مستوى علاقة إسرائيل في الولايات المتحدة.
وقال إنّه يسمع أصواتًا على مستوى القوات المحاربة القتالية، في المستويات المنخفضة في الجيش، وليس على مستوى القيادات، تقول إنّهم أخرجوا من مواقع في قطاع غزة، دون أن يكملوا الحرب، ودون أن يسيطروا بشكل فعلي على المواقع التي احتلوها.
وقال إنّ برأيه الإدارة الأمريكية ليست داعمة لإسرائيل كما يعتقد الكثيرون، وهذا الأمر يؤدي إلى تعامل فاشل من قبل الحكومة الإسرائيلية مع العملية العسكرية في قطاع غزة. وعبّر عن رأيه القائل إنّ الضغط يجب أن يستمر لأن قبول أن يستمر حماس في حكم قطاع غزة، هو عمليًّا خسارة كبرى لدولة إسرائيل، وكارثة مستقبلية لأنّ الجيران يرون كيف تعاملنا مع الموضوع، وينظرون إلينا كقوة ضعيفة لا تستطيع الحسم.