الدكتور عادل مناع: ما يحصل اليوم في غزة ليس نكبة جديدة، فإسرائيل لم تدمّر الكيان الفلسطيني كما حصل في النكبة
يحيي أبناء الشعب الفلسطيني اليوم، ذكرى النكبة، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة في هذه الأيام. وللمقارنة بين الحدثين التاريخيين كان لنا لقاء مع المؤرخ الدكتور عادل مناع.
وقال منّاع إنّه لا يمكننا أن نسمي الحرب على قطاع غزة نكبة جديدة، رغم الدمار والقتل والتهجير، وذلك لأن إسرائيل بعد نحو ثمانية أشهر من الحرب لم تحقق أيًا من أهدافها الاستراتيجية والسياسية، رغم أنّ ميزان القوى يميل بوضوح لصالحها.
وقال إنّ الحرب لا تقاس نتائجها بمقدار الدمار الذي تجلبه دولة قوية على شعب آخر. وأضاف إذا نظرنا إلى النكبة عام 1948، فإنّ الشعب الفلسطيني كان يعيش كمجتمع كامل متكامل، له مؤسساته وكيانه، وجاءت إسرائيل فدمّرت هذا الكيان بشكل كامل، وسيطرت على 78% من الأرض التي عاش عليها هذا الشعب، ومن هنا تجدر الإشارة إلى أنّ النكبة هي فعليًّا التدمير الاقتصادي والسياسي الكامل للمجتمع الفلسطيني الذي عاش في هذه البلاد حتى العام 1948، وهذه هي النكبة.
وأشار إلى أنّ رفض قرار التقسيم في حينه جاء رفضًا لمنح أكثر من نصف وطنهم وأرضهم لمهاجرين أتوا من الخارج، ورغم ذلك لم يبدأ الفلسطينيون الحرب، بل أنّ الحركة الصهيونية هي التي بدأت الحرب، لأنّها لم تسمح لنفسها أن تقيم دولة على أرض غالبية سكانها من الفلسطينيين.
وأشار إلى أنّ أحداث السابع من أكتوبر والحرب الاسرائيلية على قطاع غزة جاءت على خلفية كانت قيادة الشعب الفلسطيني في رام الله مستسلمة بالكامل، وتعمل عمليًّا لدى الاحتلال. وقال إنّ إسرائيل اليوم ضعفت كثيرًا في مقابل من تحاربهم إن كان في غزة أو في لبنان، وبالتالي، حتى وإن كانت قدرتها التدميرية هائلة، فهي لم تحقق أهدافها الاستراتيجية والسياسية، ولهذا لا يمكننا تسمية الحرب التي تجري في غزة، والتدمير والتهجير، نكبة جديدة.
وقال منّاع إن القضية الفلسطينية عادت إلى كل الساحات، المحلية والعربية والدولية، مما يعني أنّ عهد الاستسلام انتهى، والأمر يعني أنّ الاسرائيليين في ورطة، إلى أن تأتي قيادة إسرائيلية عقلانية تقول إنّ الحل الوحيد هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية. وأضاف أنّ حرب التحرير لا تأتي بنتائج إلا بعد زمن، وقدّم أمثلة من التاريخ بالإشارة إلى الحرب الأمريكية في فيتنام والاستعمار الفرنسي للجزائر. وقال إنّ اسرائيل في أزمة أكبر من أزمة أمريكا في فيتنام، ومن أزمة فرنسا في الجزائر، لأنه كان يمكن لهاتين أن تسحب جنودهما وتعود إلى بلادهما، أما إسرائيل فهي محاطة بعالم عربي وإسلامي فيهما رأي عام، وشعوب تتحرك ضد إسرائيل في كل أرجاء العالم.