بالأمس جرت مسيرة العودة على أراضي القريتين هوشة والكساير، إحياءً للذكرى 76 للنكبة. وعلى خلفيتها يعلو التساؤل هل هناك تناقض بين الوطن والمواطنة.
وحول موضوع المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، كان لنا لقاء مع عضو الكنيست السابق عن حزب التجمع سامي أبو شحادة، الذي قال إنّ قضيتنا ليست قضية ناس هاجروا إلى بلاد أخرى والآن يطالبون بحقوقهم، إنما في حالتنا إسرائيل هي التي هاجرت إلينا. وأضاف أنّ تمسك الناس ببقائهم على أرضهم، نابع من هذا الأمر، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني، ونتعامل مع هذه الأرض كلها على أنّها وطننا.
وتحدث عن "التناقض" المزعوم بين مواطنة الفلسطينيين في إسرائيل، وبين انتمائهم الوطني للشعب الفلسطيني، فقال إنّ في الجزء الخدماتي نحن مواطنون في إسرائيل، حيث فرضت علينا هذه المواطنة، ولكن في الجانب الشعوري الانتمائي، نحن فلسطينيون قامت هذه الدولة على أنقاضنا كشعب، ولا زالت هذه الدولة ترفض الاعتراف بهذه النكبة التي جلبتها علينا. وأضاف إنّ على الدولة الاعتراف بالغبن التاريخي الذي مارسته ضدنا، من أجل أن نستطيع التقدم في مسار المساواة على أساس المواطنة.
وقال إنّ بعد 76 عامًا من قيام هذه الدولة، ما منع الاندماج هو البعد العنصري في الصهيونية التي تريد أن تحافظ على الفوقية اليهودية على هذه الأرض، وتساءل كيف يمكننا التقدم نحو الاندماج في الدولة مع هذا الوضع.
وقال أبو شحادة إنّنا دفعنا ثمنا كبيرًا جدا كضحايا لهذا المشروع، ومع ذلك قبلنا العمل على مشروع سياسي قائم على استمرار هذه الدولة مع ضمان المساواة، ولكن ذلك مشروط بقبول الطرف الآخر بأنّنا أبناء هذا الوطن، والتنازل عن الجانب العنصري للمشروع الذي قامت على أساسه هذه الدولة.