تستمر الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة منذ ما يزيد على سبعة أشهر، ويستمر معها النزوح الفلسطيني بين مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وحول موضوع الحرب المستمرة كان لنا حديث مع المحلل السياسي الفلسطيني من غزة، دكتور مصطفى ابراهيم الذي قال إنّه بنفسه قد نزح مؤخرًا للمرة الرابعة، وهذا المرة من شرق رفح باتجاه منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح.
وقال إنّ مشهد النزوح هو نصيب أكثر من 1.3 مليون مواطن غزّي، ولا يقتصر الآن على رفح، فالاسرائيليون هاجموا جباليا ومناطق أخرى إلى جانب هجومهم على رفح.
وقال إنّ عملية رفح تؤكد للمرة المليون الكذب الاسرائيلي والأمريكي، حيث أكّد الأمريكيون قبل اربعة أشهر أنّ أي اجتياح لرفح يجب أن يكون مسبوقًا بإخلاء السكان، والآن بين ليلة وضحاها تراجع الأمريكيون عن هذا المطلب، والآن اسرائيل اجتاحت رفح دونما أي ترتيب مسبق لإخلاء المدنيين.
وقال دكتور ابراهيم إنّ حماس حركة سياسية قبل أن تكون حركة عسكرية، ومن أهداف إسرائيل القضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية، وأيضًا القضاء على أي شكل من أشكال السلطة الفلسطينية ليس فقط في غزة وانما أيضًا في الضفة الغربية.
وقال إنّ البديل الذي تقترحه إسرائيل لسلطة حماس في غزة، هو بديل سخيف، ويذكر بمحاولات إسرائيل خلق ما يسمى بروابط القرى في الثمانينيات، فإسرائيل الآن تقترح عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، ولكن ليس تحت اسم السلطة الفلسطينية وانما في الخفاء من خلال مشاركة عشائر وعائلات، وهو أمر فشل، لأن الناس والعشائر تحديدًا أفشلوه.
وفي موضوع العلاقة المصرية الاسرائيلية، قال دكتور ابراهيم، إنّ مصر تدرك خطورة اجتياح رفح ليس فقط من باب امكانية دفع الناس كنتيجة للاجتياح للتوجه إلى سيناء، وإنما أيضًا من باب الموقف المصري العربي، ولكن مصر لم ترتق بتصريحاتها إلى مستوى الفعل، وهناك انتقادات كبيرة على مصر بأنّها لم تفعّل اتفاقية كامب ديفيد التي تمنع إسرائيل من الاقتراب إلى الجهة المصرية من معبر رفح حتى مسافة معيّنة، وهو أمر لم تلتزم به إسرائيل. وأضاف أنّ الرد المصري اكتفى بالمستوى الدبلوماسي القانوني وهو الانضمام إلى القضية الجنوب افريقية في المحكمة الدولية.