عندما تسمع كلمة حرب في إطار الحديث عن كرم القدم، قد تتوقع أنها حرب بالمعنى المجازي لفكرة التنافسية الشديدة، لكن ما حدث بين السلفادور وهندوراس، كان حربا حقيقية.
حرب استغرقت 4 أيام وراح ضحيتها آلاف الأرواح، وتعرف حتى اليوم باسم "حرب الكرة".
القصة بدأت في يونيو/حزيران عام 1969، أُثناء سباق مشتعل من أجل التأهل لكأس العالم 1970 في المكسيك. كان الفريقان قد لعبا مباراتين انتهت كل منهما بالتعادل على أرضه، وانتهت المباراتان أيضًا بأحداث عنف من قبل كل جمهور تجاه الآخر.
واضطرا للعب مباراة ثالثة حاسمة في المكسيك، ساد فيها التعادل أيضا حتى الدقيقة 11 من الوقت الإضافي، حتى نجح لاعب السلفادور موريشيو رودريغيز في إحراز هدف قاتل.
الهدف الذي أشعل الحرب بين الهندوراس والسلفادور
جن جنون جماهير الهندوراس بعد الهدف، واعتدوا على جمهور السلفادور، وبوجود قوات للدولتين على الحدود في حالة تأهب للقتال، قامت طائرة هندوراسية باختراق المجال الجوي للسلفادور وضرب الأراضي السلفادورية، فردت السلفادور بهجوم مماثل.
دارت حرب قوية بين الدولتين استمرت لمدة 4 أيام وقع ضحيتها أكثر من 3000 شخص والكثير من المصابين، فضلًا عن أكثر من 50 ألف شخص فقد منزله. ب
عد 4 أيام توقفت الحرب، التي عُرفت بـ حرب الـ 100 ساعة، بجهود ووساطة من الدول المجاورة، لكن أغلقت الحدود بين الدولتين وتوقفت حركة التجارة، واستمر العداء والتوتر بينهما على الحدود حتى اليوم.
ما الأسباب الحقيقية لحرب الـ 100 ساعة؟
ورغم أن ظاهر أسباب الحرب هي الهدف والمباراة، إلا أن لها جذور من الخلافات السياسية بين الدولتين المتجاورتين، فأغلب أهالي السلفادور كانوا قد هاجروا بالفعل إلى هندوراس، بسبب الفقر واحتكار قلة من الأثرياء لأغلب أراضي الدولة الصغيرة في الأساس، بينما هندوراس فكانت أكبر بخمس مرات من السلفادور.
كثرة الهجرة أدت إلى زيادة البطالة في الهندوراس، وسيطرة الكثير من السلفادوريين على أراضي الهندوراس، فحاولت حكومة الهندوراس إعاده فرض سيطرتها على تلك الأراضي، وتوزيعها على المواطنين مرة أخرى وطرد السلفادوريين منها. الإجراءات الهندوراسية أغضبت حكومة السلفادور، وقطعت الدولتان العلاقات الدبلوماسية.
"شعرنا أن علينا واجبا وطنيا هو الفوز من أجل السلفادور، كنا نخشى الخسارة بسبب تلك الظروف، كانت الخسارة تعني عارا أبديا، ما لم ندركه أن ذلك الفوز وذلك الهدف سيكون رمزا للحرب".
لاعب السلفادور صاحب هدف الفوز موريشيو رودريجيز
طالع أيضًا: