يدخل الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة كافة مناحي حياتنا، من الصناعة إلى الطب إلى القطاعات المالية، وتتطور هذه التكنولوجيا بسرعة فائقة.
وبطبيعة الحال هناك جوانب سلبية للذكاء الاصطناعي، وبدأت هذه تظهر مع التطور الهائل الذي حققه هذا المجال.
وعلى هذه الخلفية قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي إن الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل العالمي مثل التسونامي، وأضافت أنّه سوف يؤثر على 60% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة، و40% من فرص العمل حول العالم في العامين المقبلين.
أما على الصعيد المحلي، فقد أعلن بنك إسرائيل تقديراته بأنّ الذكاء الاصطناعي سوف يؤثر على 67% من مجالات العمل في إسرائيل، كما جاء في تقديرات لشركة ليمونيد أنّ الذكاء الاصطناعي قد يخلق في السنوات القريبة 30% بطالة في سوق العمل..
ما هو الذكاء الاصطناعي؟ كيف يعمل؟ كيف يتطور؟ هل يتعلّم ذاتيًّا؟ هل سوف يستبدل البشر في سوق العمل وفي مجالات أخرى؟
للرد على هذه التساؤلات، كان لنا لقاء مع فادي عبود، Intel Fellow، المهندس المتخصص بتصميم الرقائق الالكترونية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، الذي قال إنّ الذكاء الاصطناعي هو ثورة بكل معنى الكلمة، يمكن مقارنتها بثورة الكهرباء والاتصالات، أو بثورة المعلومات، وسوف يكون لها تأثيرات كبيرة على كل مناحي حياتنا، ومن بينها تأثيرها على سوق العمل.
وأضاف أنّه سوف تكون هناك أعمال ستختفي من السوق، وأخرى ستبقى، ولكن سوف تتغير فيها طريقة العمل، وهناك أعمال سوف تخلق من لا شيء.
وبما أنّ لا أحد يستطيع إيقاف التقدم، قال المهندس فادي عبود، إنّ هذه الثورة لن يكون من السهل على الجميع تقبلها، فهناك الكثير من البشر الذين لن ينجحوا في التأقلم، والتأثير الأساسي سوف يكون على المهن التي هي مهن يستطيع الانسان فقط أن يعمل فيها، مثل المحاسبة والطب وحتى البرمجات الحاسوبية. كل هذه المهن سوف تتغير، وعلى الأغلب أن ننجح في التأقلم، ولكن الأمر سوف يكون صعبًا.