أمر وزير الاتصالات بالأمس بمصادرة أجهزة البحث الخاصة بوكالة الأنباء الأكبر في العالم AP، والتي تنصب كاميرات في مدينة سديروت، ومن هناك تصور غزة ببث مباشر، ويباع هذا البث إلى العديد من وكالات الأنباء العالمية والقنوات الإخبارية، ومن بين القنوات التي تشتري بث الوكالة هي قناة الجزيرة. وكانت هذه هي حجة وزير الاتصالات لمصادرة أجهزة البث الخاصة بوكالة AP للإعلام. وعبّرت الوكالة في رد فعلها عن غضبها الشديد من هذه الخطوة، وتطورت الأمور لدرجة أن قام البيت الأبيض بإصدار بيان حول الموضوع عبر فيه عن استغرابه ورفضه لهذه الخطوة، الأمر الذي أدى بعد ساعات إلى إعلان وزير الاتصالات أنّه أمر بإعادة الأجهزة إلى الوكالة الاعلامية.
وتناولنا هذا الموضوع من خلال لقاء أجريناه مع المحاضر الكبير في مدارس الاتصالات في جامعتي حيفا ورايخمان، بروفيسور غابي وايمان الذي قال إن إسرائيل هي دولة موجودة في أزمة شاملة، فهي تخوض حربا، وهي موجودة في أزمة رأي عام عالمية، ولذلك لا يمكنها القيام بمثل هذه الخطوات غير الذكية، لأنّه في هذه الظروف لا يمكن لإسرائيل أن تواجه وسائل إعلام بهذا الحجم الضخم. وأضاف أنّ الأمر نفسه ينطبق على العلاقة مع قناة الجزيرة، بحيث كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مع الجزيرة حول موضوع الادعاءات الإسرائيلية بأنها تشكل خطرًا على أمن إسرائيل القومي، وبهذا تفادي إغلاق بث القناة في البلاد.
وقال وايمان إنّ الاعلام الاسرائيلي تمترس خلف مواقف وطنية خلال هذه الحرب، مثل وسائل إعلام كثيرة في كل العالم خلال حروب مضت، مثل الإعلام البريطاني في الحرب العالمية الثانية والإعلام الأمريكي بعد هجمات سبتمبر 2001، ولكن صحوة وسائل الإعلام العالمية بعد تمترسها خلف مواقف وطنية، أتت بسرعة نسبية، إذا ما قارناها بوضع الاعلام الاسرائيلي حاليا. وعبّر عن قناعته بأنّ الأمر سوف يحصل في النهاية، وسوف تصل وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى وضع تحاسب فيه نفسها على تغطيتها أحادية الجانب بشكل مطلق خلال هذه الحرب.