اعترفت ثلاث دول أوروبية بالأمس، هي النرويج وايرلندا واسبانيا، بالدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي أثار جملة من ردود الفعل. ويأتي هذا بعد يومين فقط من إعلان المدعي العام للمحكمة
وحول الموضوع كان لنا لقاء مع البروفيسور افرايم عنباري، رئيس معهد "يروشلايم" لأبحاث الاستراتيجية والأمن، الذي قال إنّ الاعتراف يدل على قلة فهم النخب الأوروبية لطبيعة الكيان السياسي الفلسطيني، الذي يعتبر غير منظم، ومكون من مليشيات، وليس لقوة واحدة مونوبول على استخدام القوة كما يجب أن يكون في دول سيادية حقيقية.
وقال إنّ هذا الكيان السياسي قد يتطور في إحدى طريقين، هي حرب أهلية كما جرى في دول عربية أخرى، أو سيطرة كاملة لحركة حماس.
وقال إنّ إقامة دولة شبيهة بسورية أو العراق إلى جانب إسرائيل هو أمر مرفوض من منطلق مبادئ الأمن الاسرائيلية.
وقال إنّه يتفهم الغضب الاسرائيلي من اعلان الدول الثلاث، ولكن برأيه يجب على القيادات الاسرائيلية أن لا ترد الفعل بشكل عاطفي، وإنما بشكل موزون وعقلاني، وهو أمر لم يقم المسؤولون الاسرائيليون به، بل كان ردهم عاطفيًّا بعض الشيء.
وقال إنّ موقف غالبية العالم لا يعني أنّ اقامة دولة فلسطينية بهذا الشكل هو الأمر الصحيح. يجب على الدول أن تعرف أنّ على الفلسطينيين أن يتغيروا ويغيروا توجههم نحو إسرائيل وحق إسرائيل في الوجود وعندها يمكننا الحديث عن استقلال فلسطيني.
وقال إنّ لا أحد في العالم، حتى الأمريكيين أنفسهم، يمكن له أن يضمن لإسرائيل أن لا تقوم إلى جانبها دولة تسيطر عليها حركة حماس. وقال إنّ الأصوات في الشارع الفلسطيني، وبين القياديين الفلسطينيين، لا تشجع على التقارب والتفاوض لإحقاق السلام.
وأشار إلى أن هناك شبه إجماع إسرائيلي يقول إنّ لا مكان في الوضع الحالي لدولتين. وقال إنّ الحكومة الإسرائيلية قررت عدم السيطرة على قطاع غزة، خاصة وأنّ غالبية الاسرائيليين لا يرغبون بالعودة إلى قطاع غزة، والاستيطان هناك، والسيطرة العسكرية هناك.
وقال إنّ الخطوات الآتية يجب أن تكون استمرار الحرب حتى القضاء على قوة حماس العسكرية، وهو أمر تتفق الولايات المتحدة عليه مع إسرائيل، ومن ثم اقامة حكم مدني في قطاع غزة.