نوعا يدلين: إسرائيل تحولت إلى دولتين، دولة متطرفين وعنصريين ودولة من يريدون الحياة
في نهاية الستينيات من القرن الماضي، حذر الفيلسوف اليهودي يشعياهو ليبوفيتش من تحول المجتمع اليهودي في إسرائيل إلى "مجتمع بهيمي" كنتيجة للاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة.
وحول هذا المحور كان لنا لقاء مع الكاتبة والصحافية نوعا يدلين، التي قالت إنّها اقتبست ليبوفيتش في سياق الأحداث التي تجري في هذه الأيام لأنّ ما حذر منه جلي للعيان في هذه الأيام، لأنّ السيطرة على شعب آخر بقوة السلاح طوال هذه الفترة الطويلة الممتدة إلى ما يزيد على خمسة عقود، أوصل المجتمع الاسرائيلي إلى الوضع الذي تنبأ به ليبوفيتش، وهو فقدان الأحاسيس تجاه ما يشعر به الطرف الآخر.
وقالت يدلين إنّ الحكومة الحالية، كما غيرها من الحكومات التي سبقت، تحتجز المواطنين في إسرائيل والمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كرهائن، دون منح هؤلاء المواطنين أي أفق لمستقبل أفضل.
وقالت إنّها ترى أنّ دولة إسرائيل أصبحت عمليًّا دولتين، واحدة ترى بوضوح أنّه يجب وقف الحرب التي تدار ضد قطاع غزة الآن، والأخرى ترى أنّه يجب الاستمرار بها دون طائل، طالما تغذي الرغبة بالانتقام.
وقالت إنّ باعتقادها ما يجري هو كارثة كبرى لا يمكن بعدها التغطية على الحقائق التي عشنا في ظلها طوال عقود، أهمها الاحتلال، بالإضافة إلى العلاقة مع اليهود المتزمتين (الحريديم).. وعبّرت عن قناعتها بأنّ انتهاء الحرب يتطلب وجود حكومة أخرى، وأضافت أنّ التقسيم في إسرائيل لم يعد بين يمين ويسار وإنما بين متطرفين عنصريين من جهة، وبين الذين يرغبون بالحياة في مكان أفضل.