بعد ثمانية أشهر من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، بدأت مؤخرا تظهر بوادر تحركات شعبية في إطار المجتمع العربي في إسرائيل، من خلال تنظيم عدة تظاهرات ووقفات احتجاجية جرت بالأمس، جوبهت، وخاصة في حيفا، بالقمع والاعتقالات من قبل الشرطة.
صمت المجتمع العربي ليس مطلقًا
وفي هذا السياق نتساءل هل هذه براعم تشكّل زخم شعبي وتوجه نحو التحرك باتجاه تحرك جماهيري عربي ضد الحرب؟ حول الموضوع كان لنا لقاء مع دكتور نهاد علي، المحاضر في علم الاجتماع في كلية الجليل الغربي، ومستشار في مركز شموئيل نئمان في التخيون، الذي قال إنّ الصمت في المجتمع العربي ليس صمتًا مطلقًا، كما يظهر لبعضنا، فهناك بداية لحراك وهناك استفاقة معينة في المجتمع العربي. وأضاف أنّه من أجل أن نفهم سبب الاستفاقة علينا أن نفهم سبب الصمت الذي خيّم على مجتمعنا العربي، ومن مجمل الأسباب كان هول ما حدث في السابع من أكتوبر، ورد الفعل الاسرائيلي غير الواقعي وغير الموضوعي على الحدث، مثل فصل العمال والأكاديميين والطلاب الجامعيين في أعقاب ردود من هؤلاء على ما جرى في السابع من أكتوبر وفي أعقابه.
تراجع كبير في الديمقراطية الاسرائيلية
وقال إنّ التراجع في الديمقراطية الاسرائيلية كان تراجعًا كبيرًا وغير طبيعي، الأمر الذي أدى إلى الخوف لدى مجتمعنا العربي، الخوف من الرد الاسرائيلي، والخوف من التبعات الاقتصادية لأية خطوات نقوم بها.
أما بخصوص الجريمة في مجتمعنا العربي، فتفسير الصمت في المجتمع العربي، أمام هذا الإرهاب المدني الذي نعيشه، وتحول ظاهرة العنف والجريمة إلى واقع حياة، والانزلاق السريع نحو الهاوية التي لا تحمد عقباها، هو أيضًا الخوف، بالإضافة إلى القناعة المجتمعية لدينا بأنّ محاربة هذه الظواهر هي فقط في أيدي الحكومة والشرطة، وكأنّ لا دور لدينا نحن كمجتمع.
هل العنف في مجتمعنا جزء من تركيبته؟
وقال دكتور علي إنّ مجتمعنا وصل لنتيجة وكأن فعالياتنا ونشاطاتنا الاجتماعية لا إمكانية لديها لتحقيق نتيجة في محاربة الجريمة والعنف، وهو استنتاج خاطئ. وأشار إلى الحديث في الغرف المغلقة وكأن العنف في مجتمعنا هو عنف وليد، وكأنّه جزء من مجتمعنا وتركيبته وعاداته وتقاليده.
خجل من الصمت الطويل
وأشار دكتور علي إلى النهوض والصحوة لدى المجتمع العربي مؤخرا، وخاصة تجاه ما يحصل في قطاع غزة، من حرب دموية مستمرة منذ ثمانية أشهر، وقال إنّ هذه الصحوة تأتي بعد أن بدأ مجتمعنا العربي بالشعور بالخجل من صمتنا الطويل والمتراكم على مدى أشهر أو أكثر، على الحرب على غزة، وعلى استمرار الجريمة والعنف، وأشار إلى أنّ هذه الصحوة بدأت مع المشاركة الكبرى في مسيرة العودة في هوشة والكساير.