ترتفع حدة التصعيد، بسرعة، على الجبهة الشمالية، في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.
حول هذا الموضوع كان لنا حديث مع المحلل العسكري من صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، الذي قال إنّ التصعيد السريع واضح وقد يتحول في كل لحظة إلى حرب شاملة، ومواجهة، على الرغم من أن حزب الله يضع لنفسه حدود الضربات العسكرية التي يقوم بها.
وقال إنّ هذه الضربات العسكرية هي ضربات تصاعدية، وتضع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله على الحافة دائما، ومن الممكن أن تنفجر في حال سقط مدنيون في اسرائيل ضحية أية ضربة غير محسوبة، وأضاف إنّ حزب الله حتى اللحظة لا يريد أن يمس بالمدنيين ولكن خطأ في الحسابات قد يفجر الأمور.
وقال هارئيل إنّ الأشهر الثمانية الماضية شهدت صعودا وهبوطًا في وتيرة الأحداث على الجبهة الشمالية، بما يتعلق بالمواجهات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي، ولكن النظرة العامة هي أنّ الأمور تتجه إلى التصعيد.
وعبّر هارئيل عن رأيه أنّ الأمور تزداد خطورة على الجبهة الشمالية، خاصة وأنّ حزب الله أعلن أنّه مستمر في المواجهة طالما تستمر الحرب على قطاع غزة، مما يجعل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في معضلة، خاصة مع ازدياد الضغط من المواطنين الذين تم إخلاؤهم من بيوتهم في الشمال كنتيجة مباشرة للمواجهة مع حزب الله.
وحول إمكانيات إبرام الصفقة، وارتباط هذا بما يمكن أن يحصل على الجبهة الشمالية، قال هارئيل إنّه يرى أنّ حزب الله يدفع ضريبة التزامه بتوجيه الضربات لإسرائيل مع استمرار الحرب على قطاع غزة، وأشار إلى أنّ إسرائيل تقوم كل مرة بالرد المحدد على هذه الضربات، مما يشير إلى أنّ الطرفين عمليا لا يريدان الحرب الشاملة، ولكن الوضع قد ينزلق بسرعة إلى مواجهة شاملة.
وذكر هارئيل السلاح النوعي الذي يستعمله حزب الله، وهو صاروخ البركان، الذي استخدم عدة مرات حتى الآن، مشيرًا إلى قدرة الصاروخ على التسبب بأضرار كبيرة، وتساءل ماذا لو سقط بالخطأ على تجمع سكاني، رغم أنّ حزب الله لا يستهدف المدنيين حتى الآن، مضيفًا إلى أنّ هذا من الممكن أن يكون حدثًا يغير كل قواعد اللعبة.
وأشار إلى المواقف الحادة التي يعبر عنها سكان ورؤساء مجالس محلية من قرى الشمال، والتي يدعون فيها إلى حرب شاملة تعلنها إسرائيل على حزب الله، بالقول إنّها نابعة من عدم معرفة لما قد تقود إليه مواجهة من هذا القبيل، مشيرًا إلى أنّ نتائجها قد تكون أمر لم يسبق لأي من هؤلاء أن رأى مثله في المواجهات السابقة التي خاضتها إسرائيل منذ قيامها.