تحاول الإدارة الأمريكية الدفع باتجاه إبرام صفقة بين اسرائيل وحركة حماس، وألقى الرئيس الأمريكي خطابًا حول الموضوع يوم الجمعة الأخير، قال فيه إنّ هناك حاجة لوقف الحرب، والذهاب باتجاه اتفاق يحرر المخطوفين.
وحول الموضوع كان لنا حديث مع دكتور أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي قال إنّ بايدن تجاهل في خطابه كليًّا القيادة الفلسطينية والطرف الفلسطيني وما يحصل في الضفة الغربية، وكأن العدوان الاسرائيلي هو فقط في قطاع غزة، إضافة إلى تجاهله مسألة اليوم التالي، والمسار السياسي الذي ينبغي أن يحدد مستقبل العلاقة الاسرائيلية الفلسطينية وحل الدولتين.
وقال إنّ الجهد الرئيسي وما يهم الولايات المتحدة هو وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين لدى حركة حماس، الأمر الذي يخدم بايدن في حملته الانتخابية.
وقال إنّ إنهاء المواجهة في المنطقة هو مصلحة أمريكية عليا، لما في استمرارها من خطر انفجار اقليمي، ومن حرج للولايات المتحدة أمام حلفائها الإقليميين، حيث تعمل الولايات المتحدة على إنهاء المواجهة من أجل الحفاظ على حلفائها وضمان أمن إسرائيل في نفس الوقت.
وقال إنّ الأمر الملفت للانتباه هو أنّ بايدن يتحدث عن مقترح إسرائيلي، بينما ينكر الجانب الاسرائيلي ذلك، وقال إنّنا في وضع يواجه فيه نتنياهو صعوبات جمة أمام شركائه، وفي نفس الوقت يحاول تجنب المواجهة مع الولايات المتحدة.
وقال إنّ الأولوية في منظمة التحرير الفلسطينية هي وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، ووقف التهجير القصري لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأضاف أنّ النظرة لليوم التالي مرتبطة بالرؤية للحل الشامل المستند إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وقال إنّ حماس وضعت كل رهانها مع الوسطاء، الذين أعلنوا دعمهم لما جاء في خطاب بايدن مباشرة بعد الخطاب. وأضاف أنّ الخطاب يعيد من جديد امكانية وجود حركة حماس في قطاع غزة في اليوم التالي، وهو ما يتلاءم مع طموحات حماس في البقاء في السلطة في قطاع غزة.
وقال إنّ السلطة الفلسطينية "لن تكون شريكة مع الاحتلال الاسرائيلي، ولن تعود على ظهر دبابة إسرائيلية إلى قطاع غزة. مستقبل قطاع غزة يقرره الفلسطينيون وقيادتهم الشرعية"، وأضاف أنّ المقترحات الاسرائيلية بخصوص شكل حكم قطاع غزة في اليوم التالي تتحدث عن طرف ثالث، ليس السلطة الفلسطينية ولا طرف فلسطيني، بل ما يضمن أمن إسرائيل، على شكل نظام إداري مفصول عن الضفة الغربية، لذلك لن يجدوا في هذا السياق أي فلسطيني يوافق على هذا الموديل.