عطية الأعسم: المحاكم هي المسمار الأخير في نعش القرى والخصم أصبح هو الحكم
قال عطية الأعسم، رئيس لجنة القرى غير المعترف بها في الجنوب، إن المحاكم هي المسمار الأخير في نعش هذه القرى، الذي تدقه الدولة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" عبر إذاعة الشمس، أن المحكمة أقرت بأحقية سكان قرية راس جرابة ، إلا أنها حكمت بنقلهم بناء على القوانين التي تمنع أن يسكن العرب في حي من أحياء اليهود، على حد قوله.
وأبدى تعجبه من أنه رغم اعتراف المحكمة بتواجد أهالي قرية راس جرابة قبل إقامة الدولة، إلا أنها (المحكمة) منحت الدولة، الحق في نقل السكان إلى أي مكان آخر.
يأتي ذلك في أعقاب ما قضت به المحكمة الإسرائيلية، بترحيل سكان قرية راس جرابة من مكانهم إلى قرية أخرى، في جدول زمني أقصاه ستة أشهر من الآن.
وتساءل الأعسم: "هل من الممكن أن يكون هناك قوانين تميز بين شخص وآخر، كيف يتم منع شخص عربي من الإقامة في مدينة يهودية، وهكذا الخصم أصبح هو الحكم، وهذا هو الواقع الذي فرض علينا ويجب أن نتعامل معه".
وأكد رئيس لجنة القرى العربية غير المعترف بها في النقب، أن سكان مدينة ديمونة ليسوا على استعداد لاستقبال أهالي راس جرابة، لأنهم لا يريدون أن يعيشوا مع العرب.
وتابع: "لم يعد لدينا سبل قانونية أخرى، ولكن من الممكن أن نلجأ للضغط السياسي رغم أن تأثيره سيكون بسيطًا وغير فعال، لأن الدولة ستقوم بتنفيذ القرار بالقوة، باعتباره قرارًا قضائيًّا بجدول زمني أقصاه ستة أشهر".
وحذر الأعسم من أن هناك 7 قرى أخرى حكمت عليها المحكمة بالرحيل، مشيرا إلى وجود مخطط استراتيجي لنقل عرب النقب إلى أماكن أخرى بعيدة ونائية كما حدث في وادي الخليل وغيرها.
وكانت السلطات الإسرائيلية قالت إن الأهالي لا يمتلكون الأرض وأنها مسجلة باسم سلطة أراضي إسرائيل، رغم أن القرية قائمة قبل النكبة عام 1948.
ويعيش في راس جرابة قرابة 550 شخصًا، وسط تضييق متواصل يشتد في السنوات الأخيرة، وهم الآن على وشك الرحيل ومغادرة المكان الذي قضوا فيه عشرات السنين.
وتقع قرية راس جرابة شرقي مدينة ديمونا وضمن منطقة نفوذها ويُقدَّر عدد سكان القرية بـ 500 شخص ينتمون لعائلات الهواشلة، أبو صُلب والنصاصرة.
وتتبع هذه الأرض تاريخيًا لقبيلة الهواشلة وتعرف باسم "الشعيرية" او "مركبة الهواشلة" وتمتد من منطقة كرنب (بقرب محطة الشرطة الانجليزية الانتدابية) وإلى منطقة أم دِمنى وهي منطقة فيها بئر ماء معروفة وعليها أقيمت البيوت الأولى في ديمونة وسُميت باسمها.