مع انتهاء السنة الدراسية، تأتي العطلة لهذا العام في ظل أوضاع خاصة لم نعهدها من قبل بسبب الأوضاع الأمنية في الشمال والجنوب، فيما حذرت دائرة الأرصاد الجوية من احتمال تعرض البلاد إلى أجواء حارة استثنائية خلال الفترة القريبة.
وبسبب ارتفاع درجات الحرارة الاستثنائي لهذا العام قد يفضل العديد من العائلات والأطفال والشبان قضاء جزء كبير من أيام العطلة في شواطئ البلاد او برك السباحة وبالقرب من مصادر المياه للاستمتاع بالمياه في ظل درجات الحرارة العالية، هذا بالإضافة الى خروج العديد من العائلات الى رحلات سياحية داخل البلاد وخارجها كما في كل عام.
ازدياد الإصابات في فترة الصيف
وتتميز العطلة الصيفية عن سائر أيام السنة بعدد إصابات الأولاد غير المتعمدة التي ترتفع في أيام العطلة، بسبب انعدام الأطر الآمنة التي توفر للعديد من الأولاد الأمان والحماية اللازمة من خطر الإصابة اثناء اللعب او قضاء وقت الفراغ.
وكانت العطلة الصيفية في العام الماضي قد حصدت أرواح 31 ضحية من أطفال وأولاد وفتيان حتى 17 عاما جراء تعرضهم لحوادث غير متعمدة وفق المعطيات المتوفرة لدى مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد. اما في العام 2022 فقد اشارت "بطيرم" الى وفاة 25 ضحية خلال العطلة الصيفية ووفاة 35 ضحية في العام 2021 خلال أيام عطلة الصيف.
وبلغت حصة المجتمع العربي من مجمل وفيات الأطفال في العطلة الصيفية خلال العام الماضي 17 ضحية (من أصل 31 حالة وفاة)، 8 منهم من الأطفال البدو.
وشددت "بطيرم" من خلال معطياتها ان الأطفال حتى 4 سنوات (أي من عمر الولادة حتى 4 سنوات) كانت ذات الحصة الأعلى من الوفيات بما يعادل 12 حالة وفاة بالمعدل منذ العام 2019 حتى العام 2023.
وأوضحت المعطيات الى حدوث انخفاض حقيقي وواضح في وفيات الأولاد العرب خلال العطلة الصيفية في العام قبل الماضي أي 2022، حيث بلغ عدد الضحايا العرب 8 حالات وفاة من أصل 25 حالة. أما في العام 2021 فبلغ عدد الضحايا العرب ممن توفوا جراء حوادث غير متعمدة في العطلة الصيفية 15 ضحية من أصل 35.
الحصة الأكبر من الوفيات لأطفال المجتمع البدوي
ولفتت معطيات مؤسسة "بطيرم" أيضا إلى عدد الوفيات المرتفع لدى المجتمع البدوي من مجمل حالات الوفاة العامة جراء الحوادث غير المتعمدة للأولاد خلال العطلة الصيفية، حيث بلغ عدد حالات الوفاة العام الماضي 8 حالات وفاة لأولاد من المجتمع البدوي في النقب.
ويستدل من تحليل للمعطيات التي تم جمعها على مدار سنوات أن عوامل الوفاة الرئيسية التي حصدت أرواح الأطفال خلال العطلة الصيفية منذ العام 2019 حتى العام الماضي 2023 كان حوادث الطرق (بمعدل 12 حالة وفاة) بما في ذلك حوادث الدهس، أما العامل الثاني فكان حالات الغرق (بمعدل 8 حالات غرق) خلال السنوات المذكورة.
وإذا نظرنا إلى حالات الوفاة للأطفال الناجمة عن حوادث الطرق خلال العطلة الصيفية، يمكن الإشارة إلى حدوث 4 حالات وفاة بالمعدل نجمت عن حادث كان فيه الضحية عابر سبيل، حالتي وفاة بالمعدل كان فيه الضحية يستقل مركبة أخرى ذات محرك، وحالتين كان فيها الضحية داخل سيارة.
وفي لقاء مع المديرة العامة بمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد مع بدء العطلة الصيفية أورلي سلفينجر ضمن برنامج بيت العيلة، قالت إنّ "العطلة الصيفية تعتبر فرصة لكافة أفراد العائلة لقضاء وقت ممتع وشيق مع الأبناء والأطفال بعيدا عن ضغوطات الحياة والعمل. خلال هذه العطلة التي نقضيها برفقة الأبناء سواء في المنزل او في أماكن الاستجمام وسائر الأماكن العامة وأماكن السباحة والمتنزهات، على الطرقات وفي السيارة، لا نتوقف ولو للحظة واحدة في الانشغال عنهم اذ ان هذه الأماكن وبضمنها المنزل وساحاته قد يتضمن مخاطر عديدة قد تعرض حياة أبنائنا للخطر الحقيقي. لذا نحرص كل الحرص خلال أيام العطلة على المراقبة الفعالة والدائمة للأولاد حفاظا على سلامتهم من المخاطر. في حال تعذر علينا البقاء معهم سواء في المنزل أو خارجه، لنواظب على أن لا نتركهم لوحدهم على ان تتم مرافقتهم من قبل شخص بالغ ومسؤول حفاظا على سلامتهم. لا تقولوا هذا لن يحدث لي، نحرص على اتباع السلوك الآمن تجاه الأولاد كي نقضي عطلة صيفية ممتعة وآمنة".
تعليمات هامّة
وتشدد مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد على ضرورة اتباع تعليمات الأمان والحذر لضمان سلامة الأولاد خلال عُطلة الصيف متمنية للجميع عطلة ممتعة وآمنة:
مراقبة الأطفال مراقبة فعّالة خلال قضائهم وقت اللعب واللهو سواء في المنزل وساحاته أو في الخارج.
سباحة الأطفال تجري بمرافقة ومراقبة شخص بالغ سواء في البحر وأحواض السباحة في المنزل والبرك الخاصة وعدم الاعتماد على الطواشات بتاتا أو الاعتماد على المنقذ لمراقبة الأولاد.
عدم الانشغال أثناء مراقبة الأولاد خلال السباحة، حيث يُمنع الانشغال بالهاتف النقال أو قراءة الكتب او اي وسيلة اخرى قد تُشغلنا عنهم لأن حوادث الغرق قد تقع خلال ثوانٍ معدودة.
يمنع دخول المياه بدون وجود منقذ مؤهل على أن تتم السباحة في الشواطئ المرخصة.
تفريغ أحواض السباحة بعد الانتهاء منها منعا لدخول الاطفال إليها دون علم الاهل وتعرضهم للغرق.
اغلاق السيارة بشكل محكم منعا لدخول الأطفال إليها ومحاصرتهم داخلها في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
الاستعانة بالوسائل التكنولوجية منعا لنسيان الأولاد في السيارة والتأكد من عدم وجود أطفال قبل اغلاق السيارة.
اقفال بوابة ساحة المنزل منعا لخروج الأطفال إلى الشارع وتعرضهم لخطر الإصابة جراء الدهس، وتهيئة مساحة مناسبة في الساحة وإبعاد كافة المخاطر والأعراض التي قد تعرضهم للخطر أثناء اللعب.
ممنوع عبور الشارع لمن هم دون سن التاسعة بدون مرافقة شخص بالغ.
تهيئة مساحة داخل المنزل وتجهيزها وإبعاد كافة الأغراض التي قد تعرض الأطفال للإصابة، على ان تكون مساحة معدة للعب الأطفال وأن تكون تحت الأنظار الدائمة للام او لشخص بالغ.