قام أفراد عائلة المرحوم فارس بدير، من كفر قاسم، بهدم بيتهم ذاتيًّا قبل أيام، بعد أن هدّدتهم السلطات بأنّهم إذا لم يقوموا بذلك، واضطرت السلطات للقيام بالهدم، فإنّه سوف يتحمل كافة تكاليف الهدم، إلى جانب الغرامات التي سوف يدفعها نتيجة لذلك.
وحول هذا الموضوع، أجرينا ضمن برنامج "يوم جديد" لقاء مع قريب أصحاب البيت الذين قاموا بهدمه ذاتيًّا، عماد عيسى، الذي قال إنّ الظروف كانت أقوى من رغبتهم. وقال إنّ قرار الهدم صدر عن المحكمة، ولذلك اضطروا لهدم بيتهم بيديهم، نتيجة للغرامات الكبيرة التي سوف يضطرون لدفعها إذا ما قامت دائرة التنفيذ التابعة لوزارة المالية بالهدم.
وقال إنّ المحكمة قرّرت أنّ البيت يجب أن يهدم بسبب البناء غير المرخص، رغم أنّ الأرض التي بني عليها هي بملكية أصحاب البيت التامة، إلا أنّ السلطات لم تصدر التراخيص اللازمة للبناء على الأرض، ولذلك لم يكن لديهم حل سوى هدم البيت.
وأضاف عيسى أنّه عندما ذهب ورأى أقرباءه في لحظات القيام بهدم بيتهم بأنفسهم، رأى الحزن الهائل وكأنّ فردًا من أفراد العائلة قد توفي.
وقال إنّ هناك حسب علمه عدة بيوت في كفر قاسم مهدّدة بالهدم، ومن المقرر أن يقوم أصحابه بهدمه، كما جرى مع عائلته.
د. حنا سويد: تزايد هدم البيوت دليل جبروت الدولة في تعاملها مع المواطنين العرب
وفي السياق ذاته، أجرينا لقاء مع الدكتور حنا سويد، من المركز العربي للتخطيط البديل، حول التساؤل هل يمكن لموضوع هدم البيت ذاتيًّا أن يصبح ظاهرة منتشرة؟ وقال د. سويد إنّ هدم البيوت ذاتيًّا هو نوع من أنواع الدفاع عن النفس، بمعنى أنّه اذا تم الهدم بواسطة السلطة سوف يرغم أصحاب البيت على دفع التكاليف، ولذلك هدم البيت ذاتيًّا يكون أوفر على أصحاب البيت من ان تقوم السلطة بذلك.
وقال الدكتور سويد إنّ هدم البيوت ذاتيًّا هو نجاح لمشروع كامينتس، ولكنه أهون الشرور، لأنّ البيوت سوف تهدم بكل الأحوال.
وقال إنّ هدم البيوت يدل على مدى الجبروت والسيطرة التي تطورت في الفترة الأخيرة، في تعامل السلطات مع المواطنين العرب، خاصة مع عمل وزير الأمن القومي بن غفير على نقل صلاحيات الهدم من وزارة المالية إلى وزارته، وما يحصل هو دليل الظلم والتمييز والجبروت الذي تتعامل به السلطات مع المواطنين العرب.
وقال إنّ موضوع تكاتف الأهالي لمنع هدم البيوت يتعلق بشكل كبير بمدى لحمة المجتمع، واضاف أنّ المواطنين الآن يشعرون بعدم جدوى مواجهة أعمال الهدم.