نفذ الجيش الإسرائيلي بالأمس مجزرة جديدة استهدفت خيام النازحين في منطقة مواصي خانيونس جنوب القطاع، والتي أسفرت عن ارتقاء عشرات الضحايا ومئات الجرحى بينهم أفراد وضباط من الدفاع المدني، فيما قال الجيش الاسرائيلي إنّ هجومه استهدف مكان مكوث القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، وقائد كتيبة خانيونس رافع سلامة، ورجح اغتيالهما دون تأكيد رسمي، وفي المقابل نفت حركة حماس ادعاءات إسرائيل وقالت إنها "ادعاءات كاذبة للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
وحول هذا الموضوع، أجرينا صباح اليوم الأحد، سلسلة من اللقاءات ضمن برنامج أول خبر.
وفي حديث مع معاذ العمور، الصحافي الميداني من قطاع غزة، قال إنّ الأمر الوحيد المؤكد هو أن إسرائيل استهدفت خيام النازحين، حيث استمر القصف دقائق طويلة، مما منع قوات الدفاع المدني من الوصول إلى المصابين، إضافة إلى ارتقاء عدد من أفراد هذه القوات. وقال العمر إنّ الجيش الإسرائيلي استمر بقصف هذه الخيام لعدة دقائق عبر عدة جولات، وكان هذا سبب ارتقاء عدد من أفراد الدفاع المدني.
وقال إنّه ذهب إلى الموقع بعد القصف، فرأى حفرة كبيرة بفعل القصف والعشرات من الجثامين التي كانت ما تزال ملقاة في المنطقة. وقال إنّ الجو العام المسيطر على منطقة مخيم النازحين في المواصي، هو الصدمة، وأضاف أنّ حديث الشارع في المنطقة هو أنّه حتى لو كان الضيف موجودًا، فقد كان يمكن اغتياله بصاروخ واحد، ولكن استهداف المنطقة بهذا الكم من القنابل الثقيلة يثبت أنّ الهدف هو إلحاق أكبر ضرر بالنازحين، الذي تواجدوا عمليا في منطقة كان الجيش الإسرائيلي نفسه دعاها "آمنة".
وحول نفس الموضوع، كان لنا حديث مع الدكتور عومر تسنعاني، المستشار السياسي والأمني، الذي قال إنّ لتنفيذ عملية اغتيال من هذا القبيل، كالتي حاول الجيش الإسرائيلي تنفيذها بالأمس، يجب أن يدرس الموضوع من كل جوانبه، فهناك الإنجاز العملي، ولكن هناك أمورًا أخرى كثيرة يجب أن تؤخذ بالحسبان، مثل الضغط الخارجي، ووجود مدنيين أبرياء في المنطقة، وغيرها.
وقال إنّ يأمل أن يكون القرار اتخذ مع الأخذ بالحسبان كل هذه الأمور، مضيفًا أنّ الأمر تغير في السنوات الأخيرة، والسبب لذلك غير واضح له. وقال إنّ دراسة العملية يجب أن تضع في كفي ميزان، الإنجاز الذي تحقق، من حيث الهدف والقدرة، مقابل الضرر الذي حصل نتيجة للضربة.
وقال تسنعاني إنّ هذا القرار بتنفيذ هذه العملية هو بيد رئيس الحكومة فقط، ولذلك إذا فشل الاغتيال، مع هذا الكم الهائل من الضحايا المدنيين، لن يتمكن من التهرب بمحاولته تحميل المسؤولية عن اتخاذ القرار لآخرين. وقال إنّ هذه العملية أتت لأن إسرائيل بحاجة لإنجاز عسكري، وإذا نظرنا من حولنا لرأينا أنّ الإنجاز العسكري الوحيد الذي يمكنها تحقيقه هو اغتيال محمد الضيف ويحيى سنوار، أيضًا من باب الرغبة بالانتقام. وأضاف أنّ خطوة الاغتيال التي قامت بها إسرائيل بالأمس، رغم أهمية اغتيال محمد الضيف برأيه، يمكن لها أن تؤثر سلبًا على احتمالات تحرير المختطفين من قطاع غزة، ومن هنا، أضاف، أنّ برأيه كان على الحكومة دراسة الموضوع للعمق أكثر، بسبب هذا التأثير على موضوع المختطفين.
أما مدير قناة مساواة في قطاع غزة، زاهر الكاشف، فقد نقل لنا التنديد المصري الشديد بالتصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، المتمثل بالقصف الشديد بالأمس في مواصي خانيونس. وقال الكاشف إن نتنياهو حاول بالأمس خلط الأوراق، من خلال تنفيذ العملية التي زعم فيها أنّها جاءت لاغتيال محمد الضيف، وقال إنّ تصريحات قيادات حماس قالت إنّ العملية فشلت.
وقال إنّ حركة حماس أعلنت تجميد المفاوضات إلى أن تثبت إسرائيل جدّيتها في هذه المفاوضات، فمن وجهة نظر الحركة لا جدوى لهذه المفاوضات طالما استمرت المجازر الإسرائيلية.