في خطاب امتد على مدار 52 دقيقة، أعاد نتنياهو بالأمس، أمام مجلسي النواب الامريكيين، طرح خطابه الأساسي الذي طرحه منذ بدء الحرب، وفي صلبه خطاب "الانتصار المطلق". ومما برز في هذا الخطاب، هو كثرة وقفات التصفيق الحار التي حصل عليها نتنياهو من اعضاء الكونغرس والضيوف الحاضرين.
وجرى هذا الخطاب في الوقت الذي تظاهر فيه الألوف في الخارج، ومن بينهم أهالي المختطفين الاسرائيليين، وكذلك في البلاد، داعين إلى إبرام صفقة تنهي الحرب وتعيد المختطفين.
وحول خطاب نتنياهو بالأمس، أجرينا صباح اليوم ضمن برنامج أول خبر، لقاء مع مؤرخ الرأسمالية الأمريكية والفكر الاقتصادي الحديث، ايلي كوك، الذي قال إنّ المشهد كان مضلِّلًا، فقد تغيب نحو 25 سناتورًا، ونحو 100 عضو في أي من المجلسين، من الحزب الديمقراطي، عن الخطاب بالأمس. وقال إنّ في الكونغرس خبراء في كيفية اظهار الصورة وكأن القاعة مليئة، وهكذا خلقوا اعتقادًا وكأن نتنياهو يحظى بشعبية كبرى في الولايات المتحدة، وهو أمر غير صحيح، وخلقوا اعتقادًا وكأن نتنياهو يحظى بشعبية كبرى في أوساط اليهود في الولايات المتحدة، وهو أمر أيضًا غير صحيح. وقال إنّه علينا أيضًا أن لا ننسى الألوف الذين تظاهروا خارج القاعة ضد زيارة وضد خطاب نتنياهو.
وقال كوك، إنّ هذه الصورة المضلّلة تخلق احتمالات سيئة أمام إبرام صفقة المختطفين، لأنّ نتنياهو يقول لنفسه الآن "قمت بما قمت به طوال عشرة أشهر، دون أن أرضخ لبايدن ودون أن أستمع لنصائحه، ومع ذلك، فإنّ مواقفي مقبولة وشعبيتي في تزايد"، وهنا التضليل.
وحول التصفيق قال كوك إنّ هذا تقليد في الكونغرس، حيث يقوم أحد الأعضاء بالبدء بالتصفيق، وجميع من في القاعة يتبعه "كالقطيع".
وقال إنّ قوة نتنياهو، وقوة اللوبي الداعم لإسرائيل، والتنظيمات اليهودية والصهيونية في الولايات المتحدة، ولكن قوة نتنياهو تحديدًا، هي أنّه يقبل الدعوة فورًا، وفي اللحظة التي يصل فيها إلى هناك يصبح الأمر رمزيًا وطقسيًّا فقط، وهكذا يحصل على كل هذا التصفيق. وعبّر عن اعتقاده بأنّ زالينسكي أيضًا كان سيحصل على نفس القدر من التصفيق، ولكن مشكلته هو أنّ لن يحصل على الدعوة، فليست هناك تنظيمات تدفع باتجاه دعوته.