في أعقاب الفاجعة التي حصلت في مجدل شمس في الجولان، التي قتل فيها 12 طفلًا، نتيجة ما يقول الجيش الإسرائيلي إنّه صاروخ أطلقه حزب الله، فيما يقول حزب الله إنّ لا علاقة له بالموضوع، وإنّ ما جرى هو على الأرجح عطل في منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، تزايدت الأسئلة حول نتائج هذه الفاجعة الكبرى التي حلت بأهل الجولان، وهل سوف تؤدي هذه الكارثة إلى التقارب بين أهالي الجولان والدولة؟
وحول هذا الموضوع أجرينا لقاء ضمن برنامج أول خبر، صباح اليوم الاثنين، مع الدكتور نزار أيوب، المحاضر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والناشط في الجولان، الذي قال إنّ هذه المأساة التي حلّت بأهل الجولان هي مأساة كبرى، كباقي المآسي التي تخلفها الحروب.
وقال إنّ مجدل شمس لم تعش مثل هذه الحالة منذ العام 1925 عندما قاد سلطان باشا الأطرش الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي.
وقال د. أيوب إنّ السياسيين يستغلون هذه الأحداث لتمرير مشاريع سياسية وهذا ما يجري الآن، حيث يحاول بعض السياسيين في إسرائيل استغلال هذا الحدث من أجل إثارة النعرات ومشاعر الانتقام، والانتقام أخلاقيا وقانونيًّا هو أمر مرفوض. وقال إنّه يعتقد أنّ أهالي الجولان واعون لمثل هذه المخططات، وتصرفوا بحكمة وحزم خلال تشييع الجثامين، ولم يعطوا أي بعد سياسي لهذا الحدث، وفي نفس الوقت استقبلوا كل من أتى للتعزية والمشاركة في المصاب الأليم.
وقال د. أيوب إنّ الفريق الوطني الذي لا يزال يتشبث بالهوية السورية للجولان، هو الفريق الطاغي على المنطقة. وقال إنّه فيما يتعلق بتأكيد إسرائيل ونفي حزب الله، حول من المسؤول عن الجريمة البشعة، يجب أن تتشكل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في هذا الحدث من أجل الوصول إلى النتيجة الحقيقية. وقال إنّه يستبعد وجود أي استهداف لقرية مجدل شمس، وإنّ الاحتمال الأكثر ورودًا هو أنّ الأمر حدث عن طريق الخطأ.
وقال إنّه يجب كشف الحقيقة من أجل الضحايا وأهالي الضحايا، ومن أجل محاسبة المجرم في حال توفر القصد لارتكاب مثل هذه الجريمة.