في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، فجر اليوم الأربعاء، ومحاولة اغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في بيروت، التي لم تتضح معالمها بعد، والتي جرت مساء أمس الثلاثاء، تزايد الجدل حول فاعلية سياسة الاغتيالات الاسرائيلية في كبح جماح التنظيمات الفاعلة ضدها، وتأثيرها على إمكانية إبرام صفقة تحرير المخطوفين وتوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحول هذا الموضوع، أجرينا ضمن برنامج يوم جديد صباح اليوم الأربعاء، لقاء مع المحلل للشؤون العسكرية والاستخباراتية يوسي ميلمان، الذي قال إنّ الاغتيالات ترفع من معنويات الجمهور الإسرائيلي وتشجع الرأي العام المحلي بشكل مؤقت، وتدخل الطرف الآخر، أي القيادة في طهران، وقيادة حزب الله، وبطبيعة الحال قيادة حركة حماس، في صدمة مؤقتة، ولكن التجربة التاريخية بما يخص سياسة الاغتيال ترينا أنّ لكل إنسان بديل، وأنّ هؤلاء البدلاء من القيادات المستقبلية سوف يكونون أكثر حذرًا، وسوف تكون لديهم دوافع انتقامية أكبر.
وقال ميلمان إنّ هناك آراء في إسرائيل تعتقد أنّه يمكن القضاء على حماس من خلال سياسة اغتيالات، ولكن الكثيرين هنا يفهمون أنّ الاغتيالات، وتصفية القيادات، ليس الحل، ولا يمكن لها أن تنهي الحرب، ولا للقضاء على حركة مثل حماس، لها جذورها العميقة في وعي وتاريخ الشعب الفلسطيني، حتى وإن لم نحب هذا الأمر هنا في إسرائيل.
وقال إنّ إمكانية تحول هذه الاغتيالات الأخيرة إلى مواجهة واسعة وحرب إقليمية هي امكانية واردة جدًّا، وأكد أنّ طهران سوف تدرس الموضوع للعمق في أعقاب الصدمة الأولى، وسوف يقررون كيفية الرد، في حال حصل رد كهذا. وقال إنّ الأمر برمّته يضع إيران، وبدرجة أكبر حزب الله، أمام معضلات صعبة، لأن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن اغتيال اسماعيل هنية، ولكن في حالة فؤاد سكر، أعلنت عن المسؤولية فورًا.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.