قال المحلل السياسي والمؤرخ الفلسطيني جهاد حرب، إن أي بيانات نعي لعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، سيكون لها ردود وتطورات مستقبلية على الحالة الفلسطينية.
وأضاف حرب أنه على عكس الأعراف الفلسطينية التي تحدث حتى في حالات الوفاة العادية، والتي تتمثل في التضامن والتكاتف الداخلي، فإن هذه الحالة - اغتيال هنية - هي حالة سياسية مختلفة.
وفي حديثه لبرنامج "أول خبر" عبر إذاعة الشمس، تطرق المحلل السياسي إلى إعلان بكين: "لا نستطيع أن نقول إن إعلان بكين فيه تطورات مهمة فيما يتعلق بسياسة التوطين".
وأشار حرب إلى أن حركة حماس أعلنت دون استدراكات، موافقتها على خيار حل الدولتين، خاصة البند الثالث الذي تحدث عن انقسام الدولة الفلسطينية، والذي، في رأيه، يفتح الباب لتطور سياسي مهم وهو برنامج سياسي موحد، وكذلك البند رقم 1 الذي تحدث عن حدود الدولة التي تشمل الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة.
ولفت إلى أنه في ختام البيان وضع شرطًا لبدء تطبيق ما جرى في البيان وخاصة البند الثالث، الذي يتعلق بمستقبل بقية البنود ولا سيما اختيار حكومة الوفاق الوطني وحل الدولتين، وهذا الشرط هو اجتماع الأمناء العامين كانطلاقة للبدء بالتحضير لتنفيذ الإعلان.
وأوضح أن هذا الشرط فيه صعوبة بالغة، نظرا لعدم وجود إرادة سياسية، وأن العقبة الرئيسية في نظره، هي أن حركتي فتح وحماس لا ترغبان في دفع أثمان إنهاء الانقسام؛ حيث أن حماس لا تريد التخلي عن الحكم في قطاع غزة، وفتح لا تريد أن تنهي ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية أو الاتفاق مع إسرائيل، لأن إسرائيل ستقوم بضغط هائل على السلطة، من منع لأموال المقاصة وتغيير طريقة التعامل مع السلطة وما إلى ذلك.
وشدد المحلل الفلسطيني على أن هذه الأثمان يجب أن تُدفع، بينما كلاهما - الحركتان - لا يرغبان في ذلك، وإنما يرغبان استمرار الحصول على الامتيازات التي نتجت عن حصول الانقسام.
جهاد حرب: الشارع الفلسطيني حاول إنهاء الانقسام وفشل.. وأولويته الآن الغذاء والدواء
أما عن دور الشارع الفلسطيني في إنهاء حالة الانقسام، قال حرب إن الشارع الفلسطيني حاول خلال الفترة الماضية عدة مرات لكنه فشل وقُمِع، وذلك لسببين؛ أولا لأن الحركات التي خرجت لم تكن شعبية ولكن نخبوية، وتركزت في رام الله، وثانيا لأنه لا توجد سياسة لتأطير مطالب الجمهور الفلسطيني الذي يخرج للاحتجاج على حالة الانقسام.
وأضاف أنه في فترة الحرب الأخيرة يبدو أن الشارع الفلسطيني لم يعد لديه القدرة للقيام بذلك، لأن الأولويات اليوم في قطاع غزة هي الحصول على الغذاء والدواء، وفي الضفة أيضا يرتكز الجهد على مساعدة الأهالي في قطاع غزة، بينما ويتم ترحيل القضايا الأخرى لما بعد انتهاء الحرب.
طالع أيضا
هاني المصري: لو تم اغتيال كل قيادات حماس ستظهر حركات مقاومة أخرى